Réfutation de celui qui parle de l'anéantissement du paradis et de l'enfer

Ibn Taymiyya d. 728 AH
70

Réfutation de celui qui parle de l'anéantissement du paradis et de l'enfer

الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك

Chercheur

محمد بن عبد الله السمهري

Maison d'édition

دار بلنسية

Numéro d'édition

الأولى،١٤١٥

Année de publication

هـ - ١٩٩٥م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

يوجد في تعذيب الدنيا، وخلق من فيه شر يزول بالتعذيب من تمام الحكمة، وأما خلق نفوس تعمل الشر في الدنيا وفي الآخرة لا تكون إلا في العذاب، فهذا تناقض يظهر فيه من مناقضة الحكمة والرحمة ما لا يظهر في غيره. ولهذا كان الجهم لما رأى ذلك ينكر أن يكون الله أرحم الراحمين، وقال: بل يفعل ما يشاء، والذين سلكوا طريقته كالأشعري وغيره، ليس عندهم في الحقيقة حكمة ورحمة، ولكن له علم وقدرة وإرادة لا ترجح أحد الجانبين، ولهذا لما طلب منهم أن يقروا بكونه حكيما، فسروه بأنه عليم أو قدير أو مؤيد، وليس من الثلاثة ما يقتضي الحكمة، وإذا ثبت أنه رحيم حكيم، وعلم بطلان قول الجهم تعين إثبات ما تقتضيه الرحمة والحكمة (١) . وما قاله المعتزلة - أيضا - باطل، فقول القدرية المجبرة والنفاة في حكمته ورحمته باطل، ومن أعظم ما غلظهم اعتقادهم تأييد جهم، فإن ذلك يستلزم ما قالوه، وفساد اللازم يستلزم فساد الملزوم (٢)، والله سبحانه أعلم. وأما آيات بقاء الجنة. فالأول: مثل قوله تعالى: ﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا﴾ (٣) . فأخبر أنه دائم والمنقطع ليس بدائم. والثاني: مثل قوله: ﴿إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ﴾ (٤)، والمنقطع ينفد

(١) "منهاج السنة النبوية" ١/١٤١، تحقيق د. محمد رشاد سالم. (٢) هنا انتهت نسخت المكتب الإسلامي "س"، وقد ناقش العلامة ابن القيم الطوائف المنحرفة التي تنكر الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى، وبين زيفها وبطلانها في عدة أماكن من مؤلفاته ومنها: "مدارج السالكين"١/٩٠، "ومفتاح دار السعادة" ٢/٢٢ "وشفاء العليل" في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل" ص٣٤٧ (٣) سورة الرعد، الآية:٣٥. (٤) سورة ص، الآية: ٥٤.

1 / 83