58

Réfutation de celui qui parle de l'anéantissement du paradis et de l'enfer

الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك

Chercheur

محمد بن عبد الله السمهري

Maison d'édition

دار بلنسية

Numéro d'édition

الأولى،١٤١٥

Année de publication

هـ - ١٩٩٥م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

طرق القائلين بدوام النار أربع
الذين قطعوا بدوام النار (١)
قلت: والذين قطعوا بدوام النار، لهم أربع طرق (٢) .
أحدها: ظن الإجماع فإن كثيرا من الناس يعتقد أن هذا مجمع عليه، ولا خلاف فيه بين السلف، وإن كان فيه خلاف حادث، فهو من أقوال أهل البدع.
والثاني: أن القرآن قد دل على ذلك دلالة قطعية، فإنه أخبر بخلودهم في النار أبدا في غير موضع من القرآن (٣) .
والثالث: أن السنة المستفيضة أخبرت بخروج من في قلبه مثال ذرة من إيمان من النار دون الكفار، فإنهم لم يخرجوا (٤) .
والرابع: قول من يقول: الرسول وقفنا على ذلك، وعلمناه من بعده ضرورة ولا يحتجون بنص معين، وعامة الناس يقولون: هذا لا نعلمه إلا من الخبر وشذ بعضهم فزعم أن العقل دل على خلود الكفار.
فأما الإجماع فهو أولا: غير معلوم، فإن هذه المسائل لا يقطع فيها بإجماع، نعم قد يظن فيها الإجماع وذلك قبل أن يعرف النزاع، وقد عرف النزاع قديمًا

(١) هذا العنوان جاء بهامش الأصل، دون إشارة إلى دخوله في الصلب، فأثبته بين مربعين للتوضيح.
(٢) ذكر العلامة ابن القيم هذه الطرق التي ذكرها شيخه شيخ الإسلام مع شيء من البسط والترتيب، انظر: "حادي الأرواح" "٣٥٣-٣٥٧".
(٣) تقدم ذكر ذلك "ص٦٧" هامش رقم ٣.
(٤) انظر حديث الشفاعة "٥٦".

1 / 71