وهذا (١) أحد المأخذين في دوام عذاب من يدخلها، فإن الذين يقولون: إن عذابهم له حد ينتهي إليه ليس بدائم، كدوام نعيم الجنة قد يقولون: إنها قد تفنى، وقد يقولون: إنهم يخرجون منها، فلا يبقى فيها أحد، لكن قد يقال: إنهم لم يريدوا بذلك أنهم يخرجون مع (٢) بقاء العذاب فيها على غير أحد، بل يفنى عذابها، وهذا هو معنى فنائها.
"وقد نقل هذا القول عن عمر، ابن مسعود، وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وغيرهم".
وقد روى عبد بن حميد - وهو من أجل علماء الحديث - في تفسيره المشهور، قال: أنا سليمان بن حرب، أنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن الحسن البصري، قال: قال عمر: "لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج (٣)، لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه".
وقال: أنبأ حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، أن عمر بن الخطاب قال: "لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج، لكان لهم يوم يخرجون فيه" (٤) .
_________
(١) أي القول.
(٢) لفظ "مع" مكرر مرتين في الأصل.
(٣) مكان يقع "بين فيد والقريات" ينزلها بنو بحتر من طيء، وهي على طريق مكة، "معجم البلدان" لياقوت الحموي ٤/٧٠.
(٤) جاء بهامش الأصل مقابل هذا ما نصه "رواة هذا الأثر ثقات، والحسن سمعه من بعض التابعين، والله أعلم "وستأتي إشارة المؤلف بعد قليل إلى كون الحسن سمعه من التابعين، ولهذا ضعف الشيخ الصنعاني هذا الأثر من طريقيه، بانقطاع السند بين الحسن البصري وبين عمر ﵁ لكون الحسن لم يدركه، ثم أيد الشيخ الألباني ما قرره انظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة الموضوعة" للشيخ الألباني ٢/٧٣ و"رفع الأستار" للصنعاني ص ٦٥ مع تعليق الألباني عليه.
1 / 53