Le Livre de la réfutation et de la contestation contre Al-Hasan ibn Muhammad ibn Al-Hanafiya

Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AH
192

Le Livre de la réfutation et de la contestation contre Al-Hasan ibn Muhammad ibn Al-Hanafiya

كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية

ومن الدليل على معرفة إحقاقهم(1)، والوقوف على محض فعلهم واجتهادهم؛ تولي الله لهم، ومعاداته لمن عاداهم. ألا تسمع كيف يقول، الواحد ذو الجلال والطول: {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين} [البقرة: 98]؟ فذكر سبحانه، وجل عن كل شأن شأنه؛ أنه عدو لمن عاداهم، وإذا صحت العداوة والمناصاة منه لمن ناصاهم(2)؛ فقد ثبتت منه الولاية بلا شك لمن والاهم. ألا تسمع كيف جعل من عاداهم فاجرا؟ وسماه في واضح التنزيل كافرا؟ حين يقول في آخر الآية جل جلاله، عن أن يحويه قول أو يناله: {فإن الله عدو للكافرين}، ولن يوالي أبدا من كان في أمره مقصرا، ولن يشهد بالوفاء لمن كان عنده سبحانه غادرا. فبهذا ومثله من تنزيله؛ مما قد ذكره وبينه في وحيه وقيله؛ شهدنا للملائكة المقربين؛ بالاجتهاد في الطاعة لرب العالمين.

ثم قال تغليظا لمن كان معه على رأيه من أهل الجهالة، وذوي الحيرة والتكمه والضلالة: يسأل من أثبت في الخلق(3) الاستطاعة، فيقال لهم: هل يثيب الله خلقه على ما عملوا من الطاعة، مما لم يجعل لهم السبيل إلى تركه؟ (ثم قال) (4): وهل يعاقبهم على ما عملوا به من معصيته؟.

Page 489