Le Livre de la réfutation et de la contestation contre Al-Hasan ibn Muhammad ibn Al-Hanafiya

Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AH
147

Le Livre de la réfutation et de la contestation contre Al-Hasan ibn Muhammad ibn Al-Hanafiya

كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية

ألا تسمع كيف يقول ذو الجلال والقدرة والطول: {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} [آل عمران: 125]؟ وقال سبحانه: {والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} [الأحزاب: 35]، فضمن للصابرين على الجهاد النصر، وللعاملين المؤدين للفريضة المغفرة والأجر. وقال سبحانه يحكي عن رسوله صلى الله عليه وآله ما قال لأبي بكر؛ إذ هما في الغار من المشركين مختفيان؛ إذ هلع أبو بكر وحزن وجزع؛ فقال صلى الله عليه وآله: {لا تحزن إن الله معنا} [التوبة: 40]، فنهاه عن الحزن، ولو كان الهلع والحزن والجزع تركيبا في الإنسان؛ من الله الواحد ذي السلطان؛ لما أمره الرسول صلى الله عليه وآله بتركه، ولما قدر على رفض ما كان فيه من ربه؛ ولكان من هلع وجزع، عند الله كمن أطاع وصبر وسمع، إذ هما من الله فعل في العالمين، وهم إن كان ذلك لله طرا مطيعون؛ إذ هم في كل ما صرفوا متصرفون، ولو كان ذلك فعلا من الله فيهم، وكان على ذلك خلقهم؛ لم يلمهم، ولم يعاقبهم على الجزع والجبن والإنهزام وتولية الأدبار؛ عند لقاء الفسقة الأشرار، وذلك قوله: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار* ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير} [الأنفال: 16]، فكيف يوجب الغضب عليهم، ويجعل النار مأواهم؛ على فعل ما(1) عليه خلقهم وسواهم!؟ تعالى الله عن ذلك، وتقدس أن يكون كذلك، بل ذلك فعل منهم، ولذلك رجع وباله عليهم، فمن كان لله مريدا صبر عند المحنة، ومن كان عنه بعيدا هلع، وعند النوازل جزع، وإنما يكون ذلك على قدر اليقين، والتسليم لله من المؤمنين.

ومن ذلك يوم حنين، حين انهزم المسلمون وجزعوا، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله الذين ثبتوا(2)، ثم ناداهم الرسول فرجعوا. أفيقول الحسن بن محمد: إن الله سبحانه خلقهم جزعا، فانهزموا لما خلقهم عليه من الجزع، ثم ناداهم الرسول فاستحيوا منه فكروا، وعن خلق الله الذي خلقهم عليه غيروا، فتركوا ما ركب الله فيهم من الجزع والجبن!؟ أم يقول: إن الله عز وجل خلقهم في أول الأمر جزعا هلعا، ثم نقل خلقهم آخرا فجعلهم صبرا!؟ لقد ضل إذا ضلالا بعيدا، وخسر خسرانا مبينا، بل ذلك منهم كله أوله وآخره، ولذلك أثيبوا على الرجوع، ولو لم يرجعوا لعوقبوا على الذهاب والشسوع، فليفرق من عقل بين ما أخبر الله سبحانه عنه، وبين ما فعله وجعله، فبينهما ولله الحمد فرق عند ذوي العقول عظيم، وأمر واضح في اللسان بين جسيم. تم جواب مسألته.

المسألة التاسعة والعشرون:

عن الصم البكم، هل يستطيعون أن يقبلوا الهدى؟

ثم أتبع ذلك المسألة عن قول الله سبحانه حين يقول للمؤمنين: {ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون* إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} [الأنفال: 21]، هل كان هؤلاء الذين ذكر يستطيعون أن يقبلوا الهدى وأن يسمعوا المنفعة في دينهم؟ فإن قالوا: نعم؛ فقد كذبوا وجحدوا، وإن قالوا: لا؛ كان ذلك نقضا لقولهم. تمت مسألته.

Page 442