Le Livre de la réfutation et de la contestation contre Al-Hasan ibn Muhammad ibn Al-Hanafiya
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Genres
Jurisprudence chiite
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Le Livre de la réfutation et de la contestation contre Al-Hasan ibn Muhammad ibn Al-Hanafiya
Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AHكتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Genres
فأراد بقوله: {إنا جعلنا}؛ التقريع لهم، والتوقيف لنبيه على كذبهم، لا ما يقول الجاهلون إنه أخبر عن فعله بهم. ألا ترى كيف يدل آخر الآية على أولها؛ من قوله: {وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}، يقول: فإن كان الأمر على ما يقولون، وكنا قد فعلنا بهم ما قد يذكرون؛ فلم أرسلناك تدعوهم إلى الهدى، وتزحزحهم عن الردى، (فلن يهتدوا إذا أبدا، فقال: (( إذا أبدا ))، إن كان الأمر على ما يقولون، وكنا قد فعلنا بهم ما يذكرون؛ فلم أرسلناك تدعوهم إلى الهدى، وتزجرهم عن الردى) (1)وهم لو كانوا كذلك، وكنا فعلنا بهم شيئا من ذلك؛ ثم دعوتهم إلى الهدى (2)، لم يطيقوا أن يهتدوا إذا أبدا. ألا تسمع قوله: {وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}، (فقال: إذا) (3) يريد إن كان ما يقولون علينا مما ذكروا أنه على أبصارهم وأسماعهم وقلوبهم فعلا منا بهم؛ فلن يهتدوا إذا أبدا؛ إذ كنا منعناهم بذلك عن الاهتداء، فكيف نرسلك إلى من لا يستطيع أن يهتدي، ولا يفلح ولا يقتدي؟ فهذا ما لا نفعله بك ولا بهم، ولا نجيزه فيك ولا فيهم، ولا نراه حسنا من فاعل لو فعله من البشر.
وقد يمكن أن يكون الجعل من الله عز وجل للأكنة والوقر الذي ذكر؛ هو الخذلان لهم وتركهم من التوفيق والتسديد، فلما تركوا من عون الله وتسديده تكمهوا، وغووا وهلكوا، ومالت قلوبهم في أكنة الهوى؛ فأعقبهم ذلك شقاء ووقرا. والوقر هاهنا هو ترك الاستماع للحق، وما يركبون من الفسق.
Page 405