Maître du Temps: Le Livre et le Dossier du Cas

Sayyid Qimni d. 1443 AH
65

Maître du Temps: Le Livre et le Dossier du Cas

رب الزمان: الكتاب وملف القضية

Genres

وأذكر أني بعدما نشرت تلك الردود التي تكشف الكتاب والدوائر التي تقف من ورائه، فاجأنا السيد الطبيب بالعدد 139 من مجلة القاهرة بمقال يتلبس الزي الوطني والقومي الغيور ضد فليكوفسكي، وهو ما عاد إلى عزفه في مقدمة ترجمته التي نشرت بالأمس القريب، لكن ليقدم لنا الآن، والآن بالتحديد، كتابا مليئا بالمتفجرات الموجهة. بالطبع نحن لا نصادر على نشر أي كتاب من أي لون، لكن يبقى ذلك السؤال الأرق الملحاح يهمس: لماذا نشر مثل هذا العمل الآن تحديدا، خاصة وأنه الكتاب الوحيد الذي ترجمه السيد الطبيب، فلماذا هذا الاختيار من بين ملايين الكتب التي تحتاجها مكتبتنا العربية فعلا؟

مرة أخرى إذا أخذنا بسوء الظن فسيكون ما أزعج صاحبنا الترجمان ليس موضوع الترجمة، بل ردنا نحن غير المتوقع على فليكوفسكي الذي تصوروه من النوع الذي لا يقهر، فهل يسعد صاحبنا الطبيب القيام بدور حارس الشرف للكتاب الصهيوني؟

أما إذا كانت الإجابة تأخذ بحسن الظن، فإن السيد الطبيب قد كسب رهان المغامرة، عندما اضطرنا للرد عليه، ليشكل ردنا دعاية مجانية لسيادته، وللكتاب، وبالطبع للدار الناشرة التي تجرأت على نشر هذا الكتاب أخيرا، بعد ما رفضته كل دور النشر الأخرى.

وبعد، فقد استجبنا لدعوة الأستاذ حازم هاشم بذلك الرد النهائي، الذي يتضمن درسا واضحا لأشباه السيد الترجمان، ونحن واثقون أنهم سيعملون بالحكمة البليغة: «انج سعد، فقد هلك سعيد.»

مقالات ودراسات

حول الحاجة لتحديد المفاهيم1

من لحظة زمنية بعينها، تلك التي تواصلت فيها السماء مع الأرض عند نزول الوحي القرآني، ومن مكان بذاته يتمركز في بلاد الحجاز من جزيرة العرب، تحدد «زمكان» التراث لدى أصحاب الاتجاهات الأصولية الإسلامية، بل إنه من جانب آخر ذات التحديد لدى شريحة كبرى من الباحثين المهتمين بالدراسة حول الهوية والآخر وفق تصور عروبي ضروري جامع يلتقي بالضرورة بالتأسيس الأصولي الإسلامي لمعنى التراث كمرجعية أولى أساس، وهي الرؤى المؤسسة سلفا على مقدمات تحاول إيجاد جامع مشترك ، كناتج لعدم تأسيس اصطلاحي ومفهومي واضح، لمفاهيم «الوطن، العروبة، الأمة القومية، التراث».

وذلك بدوره ليس إلا ناتج الالتباس الحادث بين «الإسلام» كعقيدة جامعة لمجموعة شعوب تدين به، وبين «العروبة» كهوية قومية جامعة لمجموعة الشعوب الناطقة بالعربية، وتتشارك عبر التاريخ في تفاصيل تؤطر لفكرة توحد أصيل باعتبار أن المفهوم العروبي يتأسس تاريخيا على فتوحات عرب الجزيرة للأقطار المحيطة والتي تحولت إلى العروبية «لغة» لتؤسس دولة عقدها الجامع هو الإسلام، وتحول شعوب الأقطار المفتوحة إلى العقيدة الإسلامية المؤسسة للدولة الأولى «دينا».

ومن ثم تأرجحت حالة الالتباس حول الهوية، بين مفهومي «العروبة» و«الإسلام» ليلقي كل منهما بظلاله على مفهوم «المواطنة» بخاصة إذا أخذنا بالحسبان أن شعوب البلدان المفتوحة وإن تحولت جميعا إلى اللغة العربية (لغة قريش)، فإنها لم تتحول جميعا إلى عقيدة الإسلام «دينا»، وعليه فقد ظل داخل تلك المجموعة البشرية عربا لا يدينون بالإسلام، وبين تحديد الهوية الساري الآن بالإسلام، ورد فعل العربي غير المسلم بتحديد هويته بدينه، ضاع الوطن بين الطرفين، وإعمالا لذلك يصبح الالتباس والتداخل بحاجة ماسة إلى تحديد مفهومي واضح، يرتكز على قراءة علمية تاريخية مجتمعية لرفع الالتباس، والبدء من مرتكزات واضحة.

القطيعة التاريخية والمعرفية

Page inconnue