Seigneur de la révolution: Osiris et la doctrine de l'immortalité dans l'Égypte ancienne
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Genres
Breasted » مغاليا حين أكد: أن أعلى معاني المدنية كان مهده هناك،
1
ففي هذا الوادي الضيق الذي يمتد بجذور تضرب في أعماق الماضي السحيق، بزغت شمس الحضارة ثم استوت حتى أكملت دورتها، من مهدها حتى شيخوختها عدة مرات، في وقت كان فيه الإنسان في بقية أنحاء المعمورة، لا يزال يصارع وحشيته البدائية فتصرعه، وكان طبيعيا أن تمور وتفور في هذه الحضارة - التي امتدت قرابة خمسة آلاف عام - موجات كثيرة من الأنظمة والنظريات والعقائد، مدا وجزرا، منها ما أتلف ومنها ما تناقض واختلف، ومنها ما علا حتى عمر مسيطرا، ومنها ما تراجع وانحسر.
وعبر تيارات اليم الزمني، سارت هذه الأنظمة علوا وهبوطا، فتركت للبشرية تراثا فرض نفسه على عقلها وروحها، بحيث أصبح من فساد الرأي أن يقوم باحث بتأصيل لأي نوع من النظريات أو الأنظمة - وبخاصة العقائدية منها - دون الرجوع إلى مصر القديمة.
وبحثا عن المراحل الأولى للتاريخ المصري القديم، يبدأ الفكر جولته مع شعب الوادي على طريق بدئه الحضاري، ساعيا عبر مصادره ومراجعه نحو غايته، فيجدها ترتد به ارتدادا نحو أغوار الزمن العميق؛ لتوقفه على اتفاق معظمها على: تقسيم مصر القديمة حضاريا إلى عدد من المراحل أو العصور، يمكن بعد استقرائها، تفصيلها على الوجه التالي:
عصر فجر التاريخ،
عصر التأسيس،
عصر الدولة القديمة،
العصر المتوسط الأول،
عصر الدولة الوسطى،
Page inconnue