الليلة المباركة
رأيت فيما يرى النائم
رأيت فيما يرى النائم
رأيت فيما يرى النائم
تأليف
نجيب محفوظ
أهل الهوى
من فوهة القبو دائمة الظلمة، زحف على أربع، زحف في بطء وتخاذل المريض المتهالك. مد ذراعه إلى جدار بيت يتكئ عليه، ليقف في عناء مترنحا، تاركا تأوهاته المتقطعة تتلاحق في وهن. وفي صباح باكر مشرق بنور الربيع الصافي، والحياة تدب متدفقة في الحوانيت على الجانبين وفوق عربات اليد ونوافذ البيوت المتلاصقة العتيقة، والسماء تعلو فوق كل شيء سقفا من الزرقة الرائقة، بدا عاريا تماما، فلفت الأنظار، خاصة أنظار الأقربين، «نعمة الله الفنجري» تاجرة الخردة، «رياض الدبش» الكواء البلدي، و«حلومة الجحش» بياع الفول. تفرست نعمة الله في منظره من مجلسها فوق الكرسي الخشبي أمام وكالة الخردة، وجسمها العملاق ساكن في جلبابها الرجالي الأزرق، وتمتمت: يا فتاح يا عليم!
فقال رياض الدبش الكواء، وهو يتابعه بوجهه المغولي: وراءه حادثة من حوادث القبو.
فقال حلومة الجحش بجسمه القصير البدين ووجهه الريان: يفعلها الذئاب، ونتعب نحن بين «س» و«ج».
Page inconnue