فقال حمادة: جميع أصدقائي من الطبقة التي ينتمي إليها زعيمنا سعد!
فضحك الباشا ولم يعقب، ويقول حمادة لنا: بابا يريدني على أن أكرس حياتي للمصنع، ولا يضايقني شيء مثل أن ينصحني بأن أقتدي بأخي توفيق، ولكنني مدين لمكتبته بأسعد ساعات حياتي.
ويقول طاهر: لا شك أن أباك من كبار المطلعين. - ربما كان كذلك على عهد الشباب، أما اليوم فلا يحظى بالراحة إلا في عطلة الأحد. - ومامتك؟ - تقرأ الجرائد والمجلات وتستغرقها الحياة الاجتماعية.
ويقول صادق صفوان: ما دام يوجد رجال مثل الحلواني والزين فالثراء ليس حلما فارغا!
ثم يسأل حمادة: ألا تحب أن تكون غنيا مثل أبيك؟
فيجيبه حمادة ضاحكا: أحب المال طبعا ولكنني لا أحب المصنع. - سيحل أخوك محل أبيك بعد عمر طويل ويصير ولي أمر الأسرة، ماذا تكون أنت؟ ماذا تريد أن تكون؟
فيفكر في شيء من الحيرة ثم يقول: لا أدري، لم أحب عملا بعد، ولكني أحب الحياة.
فيقول إسماعيل: طاهر يحب الشعر.
فيقول حمادة بإصرار: الحياة أجمل من الشعر والمصنع.
وبعد تأمل طويل لأناقته يسأله إسماعيل بلا أي مناسبة: ألا ينشب شجار أحيانا بين والديك؟
Page inconnue