فقال ضاحكا: الطلاق طبعا.
وبعد صمت قصير واصل حديثه: ولكن الأمر ليس سهلا، ولن يتم إلا من خلال معركة عنيفة، فضيحة وجرسة ومحكمة وابتزاز، لن تتورع عن الاشتباك معي أو التعرض لي في الطريق.
فقال طاهر عبيد: قلت يوما إن المحترفات أفضل من المصونات. - دعنا مما قلت، ستحاول أن تخرج بأكبر ربح.
فقال صادق: اشتر راحة بالك.
هذا ما صمم عليه، وبدأ بإعلان فتوره، ولم يكن اعتاد على الصبر على الكدر، وراحت ترميه بنظرات مؤنبة متحدية، وأخيرا صارحها قائلا: الظاهر أنني لم أخلق للحياة الزوجية.
فتساءلت بقحة: تزوجتني للتجربة؟
فقال برقة: على خير ننفصل مثلما اجتمعنا، أرجو أن تغفري لي خطئي.
فسال لسانها بأقوال بذيئة، ولاذ بالصمت والصبر، وعرض عليها أن يبحثا عن اتفاق يرضي الطرفين بعيدا عن المحكمة، طالبت بمائة ألف جنيه، فآثر الاحتكام إلى حكم القضاء، وبعد نزاع وأخذ ورد رضيت بربع المبلغ، وقال لنا: إنها خسارة فادحة في هذا الزمن المجنون، لا قيمة لثروتي اليوم، والغلاء يحرق الأخضر واليابس، إني أدفع أربعين جنيها أو خمسين ثمنا للقرش الذي كنت أشتريه بخمسين قرشا! ولكن الملل يعتبر رحمة بالقياس إلى معاشرة محترفة تافهة.
فقال له إسماعيل قدري معزيا: على أي حال إذا أردت أن تتزوج زواجا حقيقيا ...
فقاطعه بشراسة: توبة!
Page inconnue