التفسير القرآني للقرآن

Abd al-Karim Younis al-Khatib d. 1391 AH
16

التفسير القرآني للقرآن

التفسير القرآني للقرآن

Maison d'édition

دار الفكر العربي

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

آية: (٢) [سورة الفاتحة (١): آية ٢] الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) التفسير: بهذا الحمد لله تنطق المخلوقات كلها، فهو سبحانه الذي أوجدها من العدم وأعطاها خلقها بين المخلوقات، وقام عليها مدبرا، وحافظا، «الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى» (٥٠: طه)، فحق عليها أن تحمده، وتشكر له، وقد لزمها هذا الحق الذي لا انفكاك لها منه، إن لم تؤده اختيارا أدته اضطرارا، وإن لم يفصح عنه ظاهرها نمّ عليه باطنها: «تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (٤٤: الإسراء) آية: (٣) [سورة الفاتحة (١): آية ٣] الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣) التفسير: استفاضة رحمانية الله، وشمول رحمته، يجدها كل موجود فى نفسه، وفيما حوله، ولهذا كان حمد الله واقعا بين هاتين الصفتين، كأنه تعقيب عليهما أولا، وكأنهما تعليل له ثانيا. آية: (٤) [سورة الفاتحة (١): آية ٤] مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) التفسير: يوم الدين: هو يوم الدينونة، أي الحساب والجزاء، وهو يوم القيامة: «وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ. ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ

1 / 18