L'histoire de la création: Sources du Livre de la Genèse
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
Genres
4
ورغم أن «قورش
Cyrus » قد حاز في التوراة على كل اصطلاحات الود، فأصبح هو «المسيح» وهو «راعى اليهود» (إشعيا 44: 28)، وناداه رب اليهود باسمه، فإن سفر إشعيا يؤكد أن «قورش» لم يعرف رب اليهود (إشعيا 45: 4، 5)، إلا أن المهم في الأمر هو إصدار قورش سنة 538ق.م. قرارا برجوع اليهود إلى الأرض المقدسة، وإعادة بناء معبد أورشليم الذي ظل قائما حتى دمره الرومان نهائيا حوالي عام 70م.
الآلهة التوراتية
هكذا لا يعود مستغربا أن نجد الدين اليهودي قد مر بأطوار لا يحكمها منطق محدد، قدر ما تحكمها ظروف أخرى أهمها التأثر بمختلف عقائد شعوب البلدان التي عاش فيها اليهود أزمانا طويلة، سواء في البلاد الكنعانية أو المصرية أو الرافدية، أو أي موطن آخر استقروا فيه بضعا من الزمن. ومن هنا يمكن لأي باحث - بقليل من الجهد - أن يجد في التوراة مآثر مصرية وأخرى رافدية وثالثة فينيقية، أو أن يجد طبيعة التأليه تتضارب ما بين التأثر بآلهة الخصب والزرع والري، وبين آلهة الصحراء والجبال والبراكين، وبين فجاجة الاعتقادات والطقوس الابتدائية، وبين قمة التطور في مفهوم الألوهية نحو المطلق، وكله في آن واحد، يتناثر دون تنظيم محدد على صفحات التوراة فيشكل خليطا عجيبا دونما رابط ولا زمام، ولا مراعاة لمنطق التطور الزمني أو الاختلاف المكاني، ولا يبقى أمام الباحث سوى أن يلقي بنفسه وسط هذه الأحبولة ذات المائة وجه والألف لون.
ولا نزعم أنه بإمكاننا ترتيب الأمر كله دفعة واحدة، وإلا كان ذلك سذاجة مفرطة، وإنما غاية ما نزعمه هو الإخلاص في المحاولة مع الإشكاليات التي قد تعترضنا، على أن تتم هذه المحاولة على خطوات، مع كل خطوة نخطوها في بحثنا، في هذا التل المختل من الأحاجي والطقوس والاعتقادات والنظم والتاريخ، الباطل منها والصحيح.
وسيرا مع خطتنا التي اتبعناها في البابين السابقين، سنحاول فهم طبيعة التأليه في التوراة، وهنا يقول لنا «إيفار لسنر»: إن سفر التكوين ينسب جزءا من عملية الخلق إلى إله يدعى «إلوهيم
Elohim » بينما ينسب جزءا آخر إلى إله يدعى «يهوه
Jehovah »
1
Page inconnue