Histoire de vie
قصة حياة
Genres
ومن العجائب أن القلة لم يصبها سوء ولعل ذلك لأنها وقعت على أرض رخوة طرية كثيرة البلل تحت ظل الشجرة، أو لا أدرى كيف أعلل هذه النجاة من العطب الذى كان ينبغى أن يكون محققا.
ولقد حدثتنى أمى بعد ذلك بزمان طويل وهى تروى لى هذه القصة، أنها بكت، وأنها عجزت عن القيام، فظلت قاعدة على الأرض غير عابئة بالبلل والرطوبة والوحل، وفى يدها القلة والدموع تنهمر من عينيها دموع الأمل والاستبشار.
وقضت ساعة فيما تحس، ثم نهضت فصعدت، ودنت منى وأنا نائم، ولمست وجهى بكفها، مترفقه محاذرة، مخافة أن توقظنى، فإذا أنا أتصبب عرقا، وإذا بثيابى كلها - كما قالت - عصرة.
وأصبحت وقد ذهبت عنى وقدة الحمى وأخذت أتماثل ....
الفصل الحادي عشر
ذكريات مدرسية
سأقتصر فى هذا الفصل على طائفة من الذكريات تخيرتها من عهد كنت فيه تلميذا، وعهد تال كنت فيه مدرسا.
وسأكتفى بالمعالم الكبرى والخطوط الرئيسية التى تغنى عن التفاصيل ولست أرمى إلى غاية من هذا التصوير سوى ما يمكن أن يستفاد من مقابلة عهد بعهد ومواجهة ماض بحاضر. فمثلا يمكن بسهولة أن تتصوروا حال التعليم الابتدائى إذا قلت إن تلميذا كان معنا فى المدرسة نال الشهادة الإبتدائية فعين فى السنة التالية مدرسا لنا فى السنة الرابعة التى تعد لنيل الشهادة الابتدائية، وأبلغ من هذا فى الدلالة أنه كان يدرس لنا ما كان يسمى «الأشياء» وهى عبارة عن معارف عامة وكان تدريسها يومئذ باللغة الانجليزية. وأرسم خطا آخر تتم به الصورة - فأقول ما قلت فى فصل آخر: إن ناظرنا كان يقول عن نفسه: إنه جاهل جاهل ولكنه إدارى.
والآن انتقل إلى طائفة أخرى من الصور للمدارس الثانوية.
كان التعليم الثانوى انتقالا بأدق المعانى فقد صار كل ما فى المدرسة انجليزيا - الناظر والمدرسون والتعليم - ما عدا اللغة العربية.
Page inconnue