Histoire de la philosophie moderne
قصة الفلسفة الحديثة
Genres
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد، فهذه قصة الفلسفة الحديثة، وهي الحلقة الثانية لما نشرناه منذ عامين من قصة الفلسفة اليونانية.
وقد قصدنا بهما أن نضع أمام القارئ المبتدئ صورة شاملة واضحة للفلسفة في جميع عصورها، من مبدأ نشأتها إلى يومنا هذا، نتجنب فيها المصطلحات الدقيقة ما أمكن، ونبسط مسائلها ما أمكن، ونقف فيها الوقفة الطويلة ما دعت الحاجة إليها، والوقفة القصيرة عندما يحسن الاكتفاء بها.
وجعلنا مسائل الفلسفة فيها تدور حول رجالها؛ لأن ذلك أشوق إلى القارئ، وأقرب إلى أسلوب القصة.
ورجعنا في الكتابين إلى أهم المصادر الأوروبية، واستفدنا مما حاولته من إجادة العرض وحسن السبك، وكان خير ما أعاننا في كتابنا هذا «قصة الفلسفة» للأستاذ «ديورانت»؛ فقد وفق كل التوفيق في عرض مسائل الفلسفة، وتحليل رجالها في أسلوب رشيق، وبيان واضح، فنهجنا نهجه، وأتممنا به، واقتبسنا منه.
وقصدنا إلى تزويد القارئ بأهم قضايا الفلسفة، وإطلاعه على وجهات الفلاسفة في التفكير، وتشويقه إلى الاستزادة منها، والتعمق فيها.
كما قصدنا خدمة الأدب بأن نقدم للأديب الناشئ أهم ما يعرض له الفكر، حتى يعمق تفكيره، ويغزر أدبه، ويكون نثره وشعره أدبا موضوعيا لا أدبا شكليا.
ورجونا أن يكون هذا هو الحجر الأول في بناء الفلسفة، فيعقبه دراسات واسعة عميقة، يكون من ورائها تكوين فلاسفة شرقيين، أنضجتهم دراساتهم الواسعة وبيئتهم الخاصة، متأثرين بما اشتهر به الشرق قديما من ميل إلى الإلهام، ونزعة إلى الروحانيات، فيلطفون ما ساد أوروبا من فلسفة مادية، ويعدلون مزاجها ويقومون أودها.
ولعله لا يمضي زمن طويل على العالم العربي في نهضته الحديثة، حتى تكون له فلاسفة ينظرون إلى العالم نظرة شاملة مؤسسة على العلم، ويدعون إلى فلسفة خاصة بهم، ويضطرون مؤرخي الفلسفة من شرقيين وغربيين أن يؤرخوهم ويضعوهم في مصاف «برجسون» و«رسل» و«وليم جيمس » وأمثالهم، ويختمون الزمن الذي يكتفون فيه بدراسة الفلاسفة من غير أن يكون لهم هم فلاسفة. حقق الله آمالنا ووفقنا للخير، وكلل أعمالنا بالنجاح.
Page inconnue