Histoire de la philosophie moderne
قصة الفلسفة الحديثة
Genres
Francis of Assisi ، كان يرى المثل الأعلى للحياة المسيحية في التأمل والذهول والاستغراق في آلام المسيح، وفي محاكاة حياته المتواضعة محاكاة دقيقة، ومن بينهم كذلك إكهارت
Eckhart
وغيرهما كثيرون.
وكان خاتمة هذه الفلسفة المدرسية وليام أوكام
W. Occam (1270-1349م) أحد تلاميذ دنس سكوتس، فقد كانت آراؤه داعية لانحلال الفلسفة المدرسية، وذلك بمناصرته للمذهب الاسمي وغلوه في ذلك غلوا بعيدا، ومناداته بقصور العقل عن إدراك الحقائق. يقول أوكام: إن كل معرفتنا لا تعدو ظواهر الأشياء، وليس في الكون من الحقائق إلا الأشياء الجزئية الفردية وحدها، أما الكليات فهي ألفاظ فارغة جوفاء لا تزيد في مؤداها عن الرموز الجبرية. ويصرح بأننا لو طبقنا المنطق على التعاليم المسيحية لوجدنا بينها من التناقض شيئا كثيرا، فلندع العقل جانبا، ولنؤمن بما أتى به الوحي، وقد جاءنا الوحي بالعقيدة في الكتاب المقدس، ثم أكدته الكنيسة وأيدته، فليس إذن ما يبرر وجود العقل واستخدامه. (5) نهضة الفلسفة
نهض الإنسان من رقدته وحطم أغلاله التي غل بها طوال العصور الوسطى، وأطلق فكره حرا يستطلع أسرار الطبيعة، ويستجلي أوجه الحياة؛ لعله يجد نفسه، ويحقق وجوده بعد أن أنفق قرونا وهو همل، لا يحسه الوجود، ولا يكاد يحس الوجود. فتعددت نواحي النشاط في الإنسان، وتنوعت ألوان تفكيره، وأخذ يتعقب المعرفة وينشدها لا من أجل الكنيسة ورجالها، ولكن ليظفر بالمعرفة لذاتها.
ولم تكن هذه النهضة الفكرية حادثة مباغتة جاءت عرضا بغير تمهيد، إنما هي نتيجة طبيعية لثلاث حركات كبرى شهدتها أوروبا وهي: بعث الآداب القديمة، والإصلاح الديني، ونشأة العلوم الطبيعية. وليست هذه الشعب الثلاث في حقيقة الأمر إلا مظاهر مختلفة لنهضة واحدة شملت أوروبا بأسرها، فبعثتها بعثا جديدا. (1) أما النهضة الأدبية فهي ثورة جارفة عنيفة قصدت إلى تحرير الحياة مما أصابها إبان العصور المظلمة من عقم وجمود، وأرادت أن تنهض العقل من عثاره، وأن تنفخ فيه روح الحرية والحياة والنشاط، فالتمست له غذاء في آداب اليونان والرومان، وانكب الناس عليها انكبابا واستوعبوها دراسة وبحثا.
ولعل أول من حمل لواء هذه النهضة المباركة هما بترارك ودانتي وغيرهما من رجال الأدب الذين جاءوا آحادا في عهود متعاقبة في أواخر القرون الوسطى، فكانوا طلائع حياة فكرية جديدة بشروا قومهم بقدومها. ومما عجل بظهور النهضة، واستحث خطاها فرار طائفة من علماء القسطنطينية حين فتحها الأتراك سنة 1453م، فلجئوا إلى إيطاليا وغيرها من دول الشمال، فقويت بهم الحركة، واتسع نطاقها، وكان مركزها مدينة فلورنسا بإيطاليا، وبخاصة في عهد رئيس جمهوريتها كوزيمودي مديتشي
Cosimo di Medici
فقد كان عالما وفيلسوفا وفنانا، وبذل جهدا محمودا في حماية الآداب القديمة وبعثها، وأسس لهذه الغاية «أكاديمية» في حدائق قصره.
Page inconnue