Histoire de la littérature dans le monde (Première partie)

Zaki Najib Mahmud d. 1414 AH
83

Histoire de la littérature dans le monde (Première partie)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

Genres

حيث غرق في موجه، وأقامت عرائس النهر قبرا له، وبكت عليه أخواته بكاء مرا طويلا، حتى أشفق عليهن «جوبتر» فأحالهن شجرات من الحور ما تزال ورقاتها تسقط عبراتها القانيات، وحزن عليه صديقه «سجنوس»

8

حزنا كاد يقضي عليه، فبدله الله تما

9

لن يزال إلى الأبد سابحا على النهر ينشد قبر فيتون.

هكذا علل عقل الإنسان الأول - وفيه ما فيه من ضعف التعليل وشرود الخيال - نشأة الصحراء والأصقاع المجدبة وما إلى ذلك على ظهر الأرض. (1-4) قصة إكو ونارسيس (الصدى والنرجس)

10

كانت إكو - عروس الجبال - بارعة في جمالها، ولكنها أحرجت صدر ديانا

11

بحديثها الذي لا ينقطع، وكثرة لجاجها واعتراضها في الكلام والحوار، فقضت عليها ديانا بالعقاب الآتي: «ستحرمين هذا اللسان الناطق الذي تخدعينني به؛ فلن ينطق لسانك بعد الآن إلا بشيء واحد أنت به مغرمة، وهو: الجواب. وسأبقي لك القدرة على رد الكلمة الأخيرة من حديث المتكلم، وأسلبك القدرة على البدء بالحديث.» فتذهب إكو صامتة اللسان لا تحركه إلا لكي تكرر به آخر كلمات المتحدث، ثم يشاء حظها الأنكد أن تغرم بشاب جميل «نارسيس» (النرجس) وتهم بمغازلته فلا تستطيع؛ فنال منها الحزن والعار كل مبلغ، وآوت إلى الصخور والجبال حيث أخذت تذوي وتذبل حتى فني منها الجسد، ولم يبق لها إلا الصوت تردد به الكلمة الأخيرة مما تسمع، ولا تزال حتى اليوم نعرفها بصوتها. وشاءت المقادير أن تنتقم لها من نارسيس الذي رفض حبها بل أشاح بوجهه عن العرائس جميعا.

Page inconnue