Histoire de la littérature dans le monde (Première partie)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Genres
يريد النجاة من يد تلقي في النفوس الفزع،
وانقض أخيل كأنه الصقر، في سرعة يشق الهواء،
يطارد حمامة جزعت، لكنه ماض في طراده العنيف،
وتسرع الورقاء، ويتبع الصقر في رفيف مخيف،
ويدور يمنة ويسرة مع الورقاء حيث تدور.
هكذا كانت الحال حين انقض أخيل على عدوه بدرعه اللامعة، فأدرك هكتور في انقضاضه معنى الموت، وعمد إلى الفرار فزعا، فتابعه أخيل حول أسوار المدينة كأنه البازي يلاحق حمامة، لينشب فيها أظفاره الشداد، ودارا حول الأسوار ثلاث مرات، وكان أرباب الأولمب عندئذ يرقبون، فقال «جوف»: «أننقذ هكتور أم ندعه لأخيل يعمل فيه السيف»؟ فاحتجت الإلهة «مينرفا» أن ينقذ الآلهة من أراد به القدر هذا القضاء منذ زمن طويل، قالت ذلك «مينرفا» ثم نزلت إلى ساحة القتال متنكرة في هيئة «ديفوبس»
69
أخي هكتور، لتوقع بهكتور وتنصب له الحبائل؛ زعمت له أنها أخوه جاء يعينه على عدوه، فدبت في هكتور الشجاعة من جديد، ووقف يتحدى أخيل أن ينازله، ولكنه طلب إليه قبل النزال أن يتعاهدا - كما يتعاهد الأبطال - أن من يسقط منهما في القتال صريعا فله على صاحبه أن يسلم جثمانه إلى أصدقائه ليقيموا له ما يليق به من شعائر الموت، فرفض أخيل رفضا حاسما، فلا تعاهد اليوم بينه وبينه؛ وهل يكون تعاهد بين رجال وأسود، أو بين ذئاب وخراف؟
ويقذف أخيل برمحه، فهبط هكتور جاثيا، ويمر الرمح فوق رأسه فلا يصيبه فتتسلل منيرفا خفية وتعيد الرمح إلى أخيل، ليعيد البطل العظيم ضربته، ويقذف هكتور هذه المرة برمحه، ولكنه لا يصيب الهدف، فينادي بأخيه «ديفوبس» أن يناوله رمحا جديدا؛ ولكن أين «ديفوبس»؟ إنه ليس هناك، وهنا تشرق الحقيقة لهكتور أن «منيرفا» قد حبكت هذه الخيانة فخدعته، ويدرك أن قضاءه محتوم، ولكنه يستل حسامه ويهاجم عدوه لعله يأتي عملا من البطولة قبل أن يلفظ الروح، غير أن أخيل يضرب عنقه بالرمح ضربة تقضي عليه، ويسقط المهزوم، ويضرع إلى قاتله ألا يدع جثمانه طعاما تنهشه الكلاب التي يطلقها الإغريق من سفائنهم، ولكن أخيل يجيبه - ولا يزال الغضب في وجهه باديا - «وددت لو أطاعني قلبي، إذن لمزقتك إربا إربا، وطعمت بلحمك الآن، جزاء ما جرعتني من غصص وأورثتني من كروب.»
وقضى هكتور نحبه، فأنزل به أخيل شر ما ينزل عدو بعدوه؛ فقد ثقب قدميه وشد وثاقهما إلى عربته برباط من الجلد، ودفع الجياد دفعا سريعا، وجثة عدوه برأسها تتمرغ في التراب، حتى بلغ به معسكر الإغريق.
Page inconnue