201

L'écorce de l'interprétation

قشر الفسر

Chercheur

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

Maison d'édition

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lieu d'édition

الرياض

لا يُدعى الفتى رجلًا حتى يكون هكذا مثلك، فسمِّ الناس، أي: جميع الناس إصبعًا، لأنهم لو وُزنوا بإصبعك ما وفوا بها. قال الشيخ: ما في إضافة الإصبع إلى الممدوح معنى، لأنها غضٌّ من قدره، وأنه يقول: إن كان لا يُدعى الفتى رجلًا إلا إذا كان مثله، فعدَّ جميع الناس إصبعًا في جنبه لكماله وجلالة خصاله وفخامة أفعاله وقصورهم عن غاياته في المعالي وسقوطهم عن نهاياته في المساعي. (إنْ كانَ لا يَسعى لجُودٍ ماجدٌ ... إلاَّ كذا فالغيثُ أبخلُ مَنْ سعى) قال أبو الفتح وهذا البيت أيضًا نحو الذي قبله، أي إن لم يصح سعي ماجدٍ لجودٍ حتى يفعل مثل فعلك وجب أن يكون الغيث أبخل السَّاعين لبُعد ما بينك وبينه ووقوعه دونك، فإن قيل: لم جعل الغيث إذا قصر عن جوده أبخل السَّاعين؟ وهلاَّ كان كأحدهم؟ فإنما جاز هذا له على المبالغة كما يقول، فالغيث لم يمرر بشيءٍ من الجود. قال الشيخ: ما ادري ما يقول في تفسيره واستشهاده، والرجل يقول: إن كان لا يسعى ماجدٌ لبذل النَّوال وتفرَّق الأمور في تحقيقٍ إلا كما يسعى هذا

2 / 206