لقد توفيت قبل سنوات في حادثة سقوط الطائرة الشهير في «رامات هاشارون» في «تل أبيب». السرعة التي حدث بها كل شيء جعلت الأمر خارج نطاق استيعابي، لم أكن أصدق، لم أكن خائفا، كنت مذهولا فقط، صوت صراخ المسافرين يصم أذني، أسمع أصوات البكاء، الشهقات، والابتهالات للرب يهودا، وبكاء الأطفال، وعبر النافذة أرى الأرض تقترب بسرعة جنونية.
آخر الأصوات التي التقطتها أذناي من الحياة، كان صوت صراخ المسافرين، وتحذير الطيار عبر المذياع الداخلي بأننا على وشك الارتطام.
في اللحظة التالية سمعت الدوي العالي، وشعرت بلهيب النيران، ثم انتهى كل شيء.
لم يكن الأمر مؤلما، وإن كان لي من عزاء فهو أنني لم أشعر بشيء.
في لحظة كنت هنا، في اللحظة التالية كان الظلام.
الظلام البكر الخام المتجانس.
2 - «هل من أحد هنا؟!»
ظلام ... ظلام ... ظلام. - «مرحبا.»
ظلام ... ظلام ... ظلام. - «هل أنا ميت!»
أحرك يدي لأتلمس مكاني، لا تطاوعني، لا أرى شيئا.
Page inconnue