نظرت له في ذهول مصعوقا غير فاهم: «فعلت ماذا؟» - «مارست النكرومانسية بنجاح، أنت الآن ترى حياته كاملة كما عاشها أمام عينيك، عدد مهول من المعلومات والخبرات التي جمعها طوال حياته، اكتسبتها أنت هكذا - وفرقع بإصبعيه - وكأنك عشت حياتين في آن واحد!»
رأسي يضج بالعديد من الأصوات، أصوات هامسة متداخلة لا أعرف أولها من آخرها، فتاة تضحك، رجل يبكي، أطفال يغنون، حديث غاضب، قهقهات، أبواق سيارات، نقاشات متداخلة، كلهم يتحدثون في نفس الوقت وتتداخل أصواتهم حتى كاد عقلي يتمزق.
الصداع ... الصداع!
جثوت على ركبتي على الأرض وأنا أغطي أذني بكفي، صرخت في ألم: «دعهم يصمتون، أرجوك.»
تقدم ناحيتي في هدوء، وضع يده على كتفي وأمسك بيدي ليعينني على النهوض، قال: «هذه مليارات النبضات الكهربية تتدفق على عقلك، هذا والحق يربكه، المرات الأولى هي الأصعب دائما، ستحتاج إلى بعض الوقت حتى تتعلم كيف تتعامل مع المعلومات الجديدة التي تكتسبها مع كل ضحية، لكن لا تقلق، ستتعلم السيطرة على قدراتك قريبا.»
في هذه المرة يا سيدي المحقق لم أكن خائفا.
لقد أحببت «كاثرين».
أحببت شعرها الأشقر الناعم، وضحكتها القصيرة التي تبدأ وتنهي فجأة، وعينيها اللوزيتان البريئتان ، وتلك الشامة الصغيرة أعلى فخذها الأيمن، صحيح أنني لم أعرفها ولم أقابلها في حياتي قط، لكنني كنت أعرف كل شيء عنها، أشعر بحبها يملأ شغاف قلبي ويتملكني بلا فكاك، تعتصر قلبي غصة مؤلمة عندما أتذكر ابنتي.
لقد سطوت على حياة شخص آخر.
تلصصت على ذكرياته، وسلبت تفاصيله الخاصة والحميمة.
Page inconnue