Histoires très ennuyeuses

Muhannad Rahma d. 1450 AH
150

Histoires très ennuyeuses

قصص مملة جدا

Genres

فصل «5»

وضعت العلبة جانبا في هدوء، عقدت يدي أمام صدري ونظرت له في صمت، نظرة من طراز «حسن والآن هات ما عندك».

قال: «المستقبل يتغير في كل ثانية، بناء على القرارات التي نتخذها في كل لحظة من لحظات حياتنا، مهما كانت ضئيلة وتافهة، لوحك المحفوظ يتغير ويتشعب باستمرار بناء على تصرفاتك، يشبه الأمر تكنولوجيا الردود التفاعلية كما نعرفها اليوم، ومع خلفيتك هذه يغدو أي تصرف بسيط، كرمي علبة عصير؛ مهما لتغيير مستقبلك، هذا التصرف البسيط كان سيغلق في وجهك آلاف الأبواب من الخيارات، ويفتح بابا جديدا يقود لخيارات أخرى.»

دوما ما كان يراودني ذلك الشعور الغريب بأنني قد عشت هذه اللحظة من قبل، يطلقون عليها مصطلحا فرنسيا متحذلقا، ديجا فو! نعم هذا هو، يقولون إنها بسبب خلل في النواقل العصبية في الدماغ أو سريان الدم، لا أذكر بالتحديد، لكنني شعرت بأنني قد عشت هذه اللحظة مسبقا، سمعت هذا الحديث من قبل في هذا المكان بالتحديد!

أخذ «عثمان» شهيقا عميقا، ونظر تجاه سور الجامعة الحديدي، غمغم: «بسبب مسمار سقطت المملكة، يمحو الله ما يشاء ويثبت.»

نظرت له في بلاهة. - «لا أفهم مال...»

قاطع حديثي صوت الدوي العالي، التفت مذعورا لأرى الرعب ذاته يتحقق.

اندفعت الشاحنة البيضاء المنفلتة عبر سور الجامعة الحديدى بجنون، كان السائق في مكانه مغشيا عليه، ويتقافز في مقعده مع تقافز الشاحنة في الطريق غير الممهد، ومن خلفه مجموعة من الناس عبر السور المتداعي يلوحون لنا بأيديهم وهم يصرخون محذرين.

مرت الشاحنة أمامنا كالكابوس، اكتسحت سلة المهملات، وارتطمت بالشجرة الضخمة العتيقة على مقربة منا، وتوقفت مع صوت تحطم عال، وتناثرت الشظايا في كل مكان حولنا، وانطلق البوق يعوي في إصرار، بينما بدا الدخان يتصاعد من المقدمة.

تجمدت في مكاني وأنا أحدق في كومة الحديد.

Page inconnue