نادمة!
لا ليس حقا ... لا يستشعر الندم إلا من وعي أصل الخطأ، وأنا لم أخطئ ... هذا ما أشعر به في قلبي وما يمليه علي ضميري.
تعمدت أن أزور ذات المطعم بانتظام عسى أن أكحل عيني برؤيته مجددا، كانت لحظات كالحلم عندما رأيته مجددا، رأيت ابتسامته الدافئة تقترب مني، جلس قبالتي وتحدث بصوت رجولي عميق، كاد قلبي يقفز له من بين ضلوعي، تحدثنا كصديقين قديمين، وضحكت من أعماقي عدة مرات على دعاباته اللطيفة، حكى لي عنه، قصص حبه القديمة، والداه وأخوانه، عمله، آماله وطموحه ومخاوفه، قصصت له كل شيء عني، استمع لي باهتمام، أخبرني أن كل شيء سيكون بخير، مضى الوقت بسرعة دون أن أشعر به، كان مألوفا، شعرت أنني أعرفه منذ سنوات، وسرت قشعريرة باردة في جسدي، عندما أمسك يدي ليعينني على النهوض لنغادر معا، كان كل شيء كالحلم.
وفي ذات المساء دخلت معه منزله، توقفت أمامه للحظات أتأمل وجهه المبتسم وأتحسس ابتسامته بأطراف أصابعي، خلعت ملابسي ببطء متعمد حتى أطيل استمتاعي باللحظة قدر الإمكان، توقفت أمامه عارية وقربت حلمة صدري المكتنز من وجهه فالتقمه بين شفتيه بلا جهد. وريد صغير ينبض في جنون بين فخذي، وتوتر شبقي محموم يندلع هناك ويبلل المكان تعطشا لولوج قضيبه. بركان هائج يعصف في جسدي، وتسري حممه في أوصالي، قلبي يخفق بلا هوادة، وأنفاسي متسارعة محمومة.
أفلت صدري واحتضنني فذبت بين ذراعيه كقطعة من الثلج، أشعر بملمس يديه القويتين تتحسس صدري وبطني وتتسلل إلى ما بين ساقي، أتحسس قضيبه المنتصب بيد ترتجف شبقا، انسحبت منه للأسفل وجثوت على ركبتي أمامه، أغمضت عيني وأولجته في فمي، تذوقته كما يتذوق السكران كأسا من النبيذ بعد طول انقطاع، حملني للسرير حملا واعتلاني في هياج.
الموجودات تدور أمام عيني ثم تتركز، قلبي يخفق بعنف ودمائي كأنها تفور في أوردتي، أغمض عيني للحظات وأشهق من فرط اللذة، ثم أفتحهما في نصف إغماضة كالمنومة لأرى وجهه الجميل على مقربة مني. أمسك مؤخرة رأسه وأجذبه إلى لأرشف رضاب شفتيه، بقوة وتوحش، ثم أطلق صرخات لا إرادية، وأغيب عن الوجود مجددا، أشتم عبق رائحته بشهيق طويل، خليط آسر من رائحة السجائر وعطر رجولي يدغدغ الحواس، وفي لحظة أنينه الطويل وارتجافة جسده عند وصوله إلى أقصى اللذة، ضغطته على جسدي بفخذي من خلف ظهره بلطف، ولففت ساعدي حول ظهره لأحس ارتعاشاته المتقطعة تتخلل جسدي، وأحس سخونة مائه في أحشائي.
لحظتها، شعرت بامتنان قوي ناحيته، حب قوي جارف، تمنيت لو أمنحه كل شيء، ليس جسدي فقط، في تلك اللحظة المتجمدة من الزمن.
عندما استلقى جواري بعدها واحتضنني بين ذراعيه وقبل شفتي قبلة طويلة، لم أكن أكثر سعادة في حياتي كما كنت في تلك اللحظة، لم أحس بالخطيئة وقتها، في الواقع كان شعوري على النقيض أنني في مكاني الطبيعي، وبرغم أنني متزوجة من عدة سنوات خلت، كانت تلك المرة الأولى في حياتى التي أصل فيها لتلك النشوة وأحس تفاصيل الجنس، أستشعر ذلك الخدر اللذيذ في كل كياني وأنا أمرغ أنفي في صدره في تكاسل لأحتفظ بعبق رائحته في ذاكرتي.
أحيانا يأتيك الشخص المناسب في أكثر الأوقات سوءا، أعرف هذا، لكنني أحببته بكل جوارحي بلا حيلة مني، وليس بعد هذا الحب ذنب، وجدت نفسي معه منذ البداية، وقعنا في حب بعضنا من المرة الأولى، حبا جارفا مجنونا بلا قيود.
كان كالغيث يهطل بغزارة، وأنا صحراء جدباء تستجدي المطر.
Page inconnue