4- العقيدة عند التابعين:
وكذلك لم ترد هذه اللفظة على لسان أحد من التابعين لا بإسناد صحيح ولا حسن ولا ضعيف ولا موضوع.
5- الخلاصة في مصطلح العقيدة:
إذن لم ترد العقيدة لا لفظا ولا معنى في القرآن الكريم ولا في الأحاديث النبوية ولا الآثار السلفية المأثورة عن السلف من الصحابة وكبار التابعين وأقصد باللفظ والمعنى هنا: أي أنها لم ترد بهذا اللفظ للمعنى الذي وضع له هذا اللفظ في الأزمنة المتأخرة، مثل قولهم: (فلان حسن المعتقد، فلان كان صلبا في العقيدة، كان ضالا في العقيدة، كان سيئ المعتقد...) ونحو هذا فهذا المعنى لم يرد تحت لفظ العقيدة مع توفر الدواعي لوجود المنافقين وأهل الضلالة سواء في عصر النبي (صلى الله عليه وسلم) أو عصر الصحابة أو عصر التابعين!! فلفظة (العقيدة) في تلك العصور بين أن تأتي معانيها في ألفاظ أخرى شرعية كالإيمان مثلا أو تأتي لفظة (عقد) في معان أخرى ليس من بينها الإيمانيات أو العلميات فهي تشمل عقد اللواء وعقد الأصابع لبيان العدد وعقد الإزار والتعاهد على شيء والعهد نفسه وعقد القلب على أمر ما ديني أو دنيوي.. ولعل من هذا المعنى الأخير أخذ بعضهم لفظة العقيدة، وخصها ببعض المعاني العلمية الدينية!!، وهذا (تخصيص مبتدع) أيضا، فالألفاظ الشرعية الموجودة في القرآن الكريم أولى بالاستعمال وأدق في الدلالة وأجمع للمسلمين وفيها غنية عن هذا اللفظ غير المنضبط الذي استحدثه المتخاصمون في عصور لاحقة.
وعلى هذا فليس لكلمة (العقيدة) أصل شرعي لا في الكتاب ولا في السنة ولا عند السلف الصالح من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ولا عند التابعين، بل ولا علماء الأمة الكبار في القرون الثلاثة الأولى.
Page 31