أولا: مصطلح العقيدة بين السنة والبدعة:
عند تعريفي لعنوان المحاضرة (قراءة في كتب العقائد) لفت نظري عدم وجود كلمة (عقيدة) في النصوص المتقدمة لا في القرآن ولا كتب السنة ولا المؤلفات المشهورة في القرون الثلاثة الأولى، فكانت هذه أول فائدة، وفي الوقت نفسه كانت أكبر مصيبة (إذ لا يتم التنبيه على ذلك مع حرصنا -فيما نزعم- على هجران المصطلحات البدعية المستحدثة التي لا أصل لها في الكتاب والسنة!!).
وسأتناول بحث المصطلح (مصطلح العقيدة) بحثا سريعا في القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لننظر هل المصطلح سني أم بدعي فنقول:
1- العقيدة في القرآن الكريم:
لم ترد (العقيدة) في القرآن ولا السنة النبوية بالمعنى الشائع في العصور المتأخرة.
وجذر الكلمة في القرآن الكريم (عقد) وردت في سبع آيات كريمة:
- (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم).
- (00يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود).
- (ولا تعزموا عقدة النكاح000).
- (000 واحلل عقدة من لساني..).
- (000ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان).
- (000ومن شر النفاثات في العقد)،.
إذن فأصل كلمة (عقد): في القرآن الكريم لم ترد بمعنى الإيمانيات وإنما وردت في أمور أخرى من نكاح وعهد ويمين وسحر وإعياء في الكلام... كما أنه لم يرد في القرآن الكريم لفظ (العقيدة) ولا (اعتقد) أو (يعتقد) ونحو ذلك، إذن فكلمة (عقيدة) ليس لمعناها أصل في القرآن الكريم، بل ليست في القرآن لا لفظا ولا معنى.
Page 29