فالإمامية يقولون بتفسيق الزيدية والزيدية يقولون بضلال الإمامية وبعضهم يكفر الإمامية بل نجد التنازع الفكري والتباين الحاد بين طوائف الإمامية نفسها فالأصوليون من الإمامية يذمون الإخباريين والإخباريون يذمون الأصوليين ويكفرونهم أو يبدعونهم كما أن السلفية يذمون الأشاعرة ويلقبونهم ب (مخانيث المعتزلة) أو المعطلة أو الجهمية!! والأشاعرة يذمون السلفية ويلقبونهم ب (أفراخ اليهود المجسمة)!! فهذا التظالم بين الشيعة أنفسهم، (من إمامية وزيدية)، والتظالم بين السنة أنفسهم (من أشاعرة وسلفية) فضلا عن التظالم بين السنة والشيعة كان له الأثر المباشر والواضح في تفرق المسلمين وتخلفهم وانحطاط حضارتهم وتفوق أعدائهم ولا يمكن أن يرجو المسلمون اعتصاما بحبل الله بعد إقرارهم لهذه الكتب العقائدية التي تشرع لهذا التنازع والتباغض!!
كالإمام ابن الوزير في كتابه (إيثار الحق على الخلق) والإمام المقبلي في كتابه (العلم الشامخ في تفضيل الحق على الأباء والمشايخ) وابن الأمير الصنعاني في كتاب (إيقاظ الفكرة) وجمال الدين القاسمي وغيرهم من العلماء الذين حاولوا التخلص من المذهبية العقدية والفقهية والعودة لأصول الإسلام الجامعة والابتعاد عن الجزئيات المفرقة مع إعذار من اجتهد فأخطأ من سائر الطوائف الإسلامية.
وكنت أود في هذه المحاضرة أن أدلل على كلامي بذكر نماذج من كتب جميع الطوائف إلا أن هذا تعذر لسعة المادة وعدم توفر كتب بعض الفرق الإسلامية.
Page 27