260

Lecture sur les livres de croyances

قراءة في كتب العقائد

تكفير العلماء:

وربما طال التكفير أشخاصا من الأعلام الكبار كانوا على صواب فيما ذكروه فعده الجهلة زندقة وتجديفا وانتقاصا لمقام الألوهية أو النبوة كما وقع لأبي حامد الغزالي في كلامه على عصمة الرسول وإمكان وقوع الخطأ منه فيما لم يبلغه عن الله بوحي يوحى وهي مسألة قال بها جمهور أهل العلم، فسئل ابن تيمية عن رجلين تكلما في مسألة التكفير فقال أحدهما: إن من تنقص الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتكلم بما يدل على النقص كفر، ولو كفرنا كل عالم بمثل ذلك لزم أن نكفر الإمام أبا حامد الغزالي فإنه ذكر في بعض كتبه تخطئة الرسول في مسألة تأبير النخل فهل يلزم من ذلك تنقيصه أم يلزم تعزير من كفر العلماء فأجاب الشيخ : (لا يجوز تكفير عالم من علماء المسلمين إذا اجتهد في مسألة وأخطأ فيها، فإن تسليط الجهال على تكفير علماء الإسلام أعظم المنكرات وليس كل من ترك كلامه لخطئه يكفر أو يفسق بل ولا يؤثم).

الطبري وعوام الحنابلة:

ولما توفي ابن جرير الطبري المفسر والمؤرخ حاول بعض عوام الحنابلة منع دفنه واتهموه بالإلحاد وكان الوزير علي بن عيسى يقول والله لو سئل هؤلاء عن معنى الإلحاد ما عرفوه.

Page 266