252

Le Collier de la Décapitation dans les Décès des Éminents de l'Époque

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

Maison d'édition

دار المنهاج

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

جدة

Genres

السنة التاسعة
: وتسمى سنة الوفود؛ لأنه ﷺ لما افتتح مكة .. أيقنت العرب بظهوره، فبعثت كل قبيلة جماعة من رؤسائها بإسلامهم، وقد تقدم وفد عبد القيس ووفد بني تميم (١).
وفيها: غزوة تبوك، ولم يكن في هذه السنة غيرها من الغزوات، ولم يغز ﷺ بعدها؛ فإنه ﷺ لما فرغ من جهاد العرب .. أمر الناس بالتهيؤ لغزو الروم، وحثّ المياسير على إعانة المعاسير، فأنفق عثمان ﵁ فيها ألف دينار، وحمل على تسع مائة وخمسين بعيرا وخمسين فرسا (٢)؛ فلذلك قيل له: مجهز جيش العسرة، وقال ﷺ: «اللهم؛ ارض عن عثمان؛ فإني عنه راض» (٣)، وقال ﷺ: «ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم» (٤).
وضرب ﷺ معسكره على ثنية الوداع، وأوعب معه المسلمون، وكانوا سبعين ألفا، وقيل: ثلاثين ألفا، وتخلف عبد الله بن أبي في جملة عنه من المنافقين، وتخلف آخرون ممن عذر الله في قوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ.﴾
وفيهم قال ﷺ: «إن بالمدينة أقواما ما قطعنا واديا ولا شعبا إلا وهم معنا، حبسهم العذر» (٥)، ولما مر ﷺ بالحجر ديار ثمود .. قال: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين»، ثم قنّع رأسه وأسرع السير (٦).
ولما انتهى ﷺ إلى تبوك وهي أدنى مملكة الروم من الشام .. أتاه

(١) وخبر الوفدين في الصحيح، وتقدم أن وفد عبد القيس في السنة الثامنة (١/ ١٣١)، ووفد بني تميم في التاسعة، والله أعلم، ومن الوفود: وفد بني حنيفة، ووفد أهل نجران، ووفد طيء، ووفد كندة، ووفد جرش.
(٢) الذي عند الترمذي (٣٧٠٠): أنه جهزهم بثلاث مائة بعير، وقال الحافظ في «الفتح» (٥/ ٤٠٨): (وأخرج أسد بن موسى في «فضائل الصحابة» من مرسل قتادة: حمل عثمان على ألف بعير وسبعين فرسا في العسرة وعند النسائي [٤٦/ ٦]: فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما).
(٣) الحديث عند ابن هشام في «السيرة» (٤/ ٥١٨)، ولم نجده بهذا اللفظ، والذي يشهد له في الصحاح كثير.
(٤) أخرجه الحاكم (٣/ ١٠٢)، والترمذي (٣٧٠١)، وأحمد (٥/ ٦٣).
(٥) أخرجه البخاري (٢٨٣٩)، ومسلم (١٩١١).
(٦) أخرجه البخاري (٣٣٨٠)، ومسلم (٢٩٨٠).

1 / 261