209

Le Collier de la Décapitation dans les Décès des Éminents de l'Époque

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

Maison d'édition

دار المنهاج

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

جدة

Genres

ثم قتل عام فتح مكة وهو متعلّق بأستار الكعبة، ونزل فيه قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ الآية. وفيها: اقتتل أنصاري ومهاجري، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال: الأنصاري: يا للأنصار، فغضب عبد الله بن أبيّ ابن سلول وقال: قد تداعوا لنا، ثم قال لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضّوا، وقال عدو الله: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ، في كلام كثير، فحمل زيد بن الأرقم الأنصاري مقالته إلى رسول الله ﷺ، فعاتبه النبي ﷺ، فحلف: ما قلت شيئا من ذلك، وإن زيدا لكاذب، فصدقه من حضر من الأنصار، وكذّبوا زيدا ولاموه حتى استحيى وندم، ووقع الخوض في ذلك؛ فنزلت (سورة المنافقين) بأسرها، فقال ﷺ: «يا زيد؛ إن الله قد صدقك وأوفى بأذنك» (١) أي: استماعك، فلما قرب عبد الله بن أبيّ من المدينة .. منعه ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبيّ من دخولها، وقال: والله؛ لا تدخلها إلا بإذن رسول الله ﷺ؛ ليعلم اليوم من الأعز ومن الأذل؟ فأرسل إليه النبي ﷺ: أن خلّ عنه، فدخلها (٢). وفي هذه الغزوة: كانت رخصة التيمم؛ ففي «الصحيحين»: عن عائشة ﵂ قالت: خرجنا مع رسول الله ﷺ حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش .. انقطع عقد لي، فأقام رسول الله ﷺ على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء؟ ! فجاء أبو بكر ورسول الله ﷺ واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: أحبست رسول الله ﷺ والناس وليس معهم ماء؟ ! فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، ولا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ﷺ على فخذي، فنام رسول الله ﷺ حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم، فتيمموا (٣). قال الحافظ العامري: (والأقرب: أن المراد آية النساء لا آية المائدة) اهـ (٤)

(١) أخرجه البخاري (٤٩٠٦)، ومسلم (٢٥٨٤). (٢) انظر «طبقات ابن سعد» (٢/ ٦١). (٣) «صحيح البخاري» (٤٩٠٦)، و«صحيح مسلم» (٢٥٨٤). (٤) «بهجة المحافل» (١/ ٢٤٦).

1 / 218