168

Le Collier de la Décapitation dans les Décès des Éminents de l'Époque

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

Maison d'édition

دار المنهاج

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

جدة

Genres

أسلم قديما هو وأخواه لأمه جنادة وجابر، وهاجروا إلى الحبشة ثم إلى المدينة، ثم استعمله أبو بكر ﵄ على جيوش الشام وفتوحه، ولم يزل واليا لعمر ﵁ على بعض نواحي الشام إلى أن توفي بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة، طعن [هو] وأبو عبيدة في يوم واحد، ﵄. ٢١٣ - [سهيل بن عمرو] (١) سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن [مالك بن] حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري. أسر يوم بدر، ولما أتى إلى النبي ﷺ بالحديبية .. قال ﷺ: «سهل عليكم أمركم» (٢)، فانبرم على يديه صلح الحديبية، ثم أسلم يوم الفتح. ولم يكن أحد من كبراء قريش الذين أسلموا عام الفتح أكثر صلاة وصدقة وصوما واشتغالا بما ينفعه في آخرته من سهيل بن عمرو؛ حتى شحب لونه وتغيّر، وكان كثير البكاء، رقيقا عند قراءة القرآن، وكان بمكة يختلف إلى معاذ يقرئه القرآن، فقيل له: تختلف إلى هذا الخزرجي؟ ! لو كان اختلافك إلى رجل من قومك، فقال: هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا. ولما بلغ أهل مكة موته ﷺ .. ارتجت مكة؛ لما رأوا من ارتداد العرب؛ حتى اختفى أميرها عتاب بن أسيد، فقام فيهم سهيل بن عمرو خطيبا وقال: يا معشر قريش؛ لا نكون آخر من أسلم وأول من ارتد، والله؛ ليمتدن هذا الدين امتداد الشمس والقمر ... في خطبته. ولعل هذا المقام هو الذي أشار إليه ﷺ في قوله لعمر لما قال للنبي ﷺ: أقطع لسانه، فقال ﷺ: «وما يدريك لعله يقوم مقاما تحمده فيه؟ !» (٣).

(١) «طبقات ابن سعد» (٦/ ١١٩)، و«طبقات خليفة» (ص ٦٣ و٥٥٠)، و«المعارف» (ص ٢٨٤)، و«التبيين» (ص ٤٧٣)، و«الاستيعاب» (ص ٣١٥)، و«أسد الغابة» (٢/ ٤٨٠)، و«تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٢٣٩)، و«تاريخ الإسلام» (١٥٠/ ٣ و١٨٤)، و«سير أعلام النبلاء» (١/ ١٩٤)، و«العقد الثمين» (٤/ ٦٢٤)، و«الإصابة» (٢/ ٩٢)، و«شذرات الذهب» (١/ ١٦٨). (٢) أخرجه البخاري (٢٧٣١ و٢٧٣٢)، وأحمد (٤/ ٣٣٠) وغيرهما، في حديث صلح الحديبية الطويل. (٣) أخرجه الحاكم (٣٠/ ٢٨٢)، والبيهقي في «الدلائل» (٦/ ٣٦٧)، وفيهما قول عمر: (دعني أنزع ثنيته)، قال-

1 / 177