ومضت الأيام تترى، وقيصر في بلباله، وكليوبطرا في ألمها ووحدتها مهتاجة قلقة، تمر بها الساعات طويلة ممضة حزينة. •••
إلام تنتظر كليوبطرا؟ وعلام يتوقف رحيلها؟ أعلى إرادة قيصر؟ كلا! فإن لها لإرادة أين منها إرادة العاهل الأعظم، وإن لها لذكاء أين منه عبقرية زعيم الدنيا! لهذا صممت كليوبطرا على أن تهبط رومية بمحض إرادتها مدعية أن نصوص عهدها السياسي مع رومية، في حاجة إلى أن تحدد، وأن تفسر تفسيرا فاصلا ، لهذا تتنازل كليوبطرا بزيارة رومية لتناقش في نصوص العهد التي ما تزال موضع خلاف، يخشى معه، أن تكدر العلاقات بين مصر والجمهورية الرومانية!
أمن أجل أن تنال مصر لقب «حليفة الجمهورية»
Socius Republicae
تشق كليوبطرا عباب بحر الروم؟ لم يكن هنالك من حاجة لأن تذهب الملكة بنفسها إلى رومية لتنال حظوة الحلف معها! وإلا ففيم كان السفراء؟ غير أن «السناتو» الروماني، وقد أخذه الزهو بأن تمثل أمامه ملكة مصر، صدر إليها دعوة رسمية، يدعوها إلى زيارة رومية.
ها هي ذي كليوبطرا قد طوت «السناتو» الروماني في صدرها، كما طوت من قبل عاهلهم الأكبر، أما وقد دعتها رومية، ففيم الانتظار؟ •••
كانت شمس يونية مشرقة وضاءة؛ وقد دبت الحياة في أرجاء «الفوروم»
10
Forum
بمدينة رومية، وغصت شرفات منازلها بالناس، وازدحمت الشوارع والأسواق بشتى الخلائق البشرية، على اختلاف أجناسهم وألوانهم، كان يخيل للرائي أن رومية إنما لبست هذه الحلة الزاهية إحياء لعيد، أو تخليدا لذكرى من ذكريات المدينة الخالدة؛ على أن خليقة الجمهور الروماني، في ذلك اليوم، لم تكن خليقة العطف والحب، بل خليقة المناوأة والتحدي.
Page inconnue