Qaysar Asfar
القيصر الأصفر: ومسرحيات أخرى شرقية
Genres
عندما تخليت عن الشعب تخلى عنك. اسمع ما حدث لي بعد أن خرجت من قصرك ومضيت أبحث عن مكان أستقر فيه.
القيصر :
حكاية أخرى؟
الناسك :
ربما تجد فيها الجواب؛ كنت قد غادرت لتوي قرية صغيرة لم تستقبلني فيها إلا الوجوه العابسة والعيون اليائسة. كان من الواضح أن القرويين يعانون من القحط والجوع، ولا يريدون أن يزيد عدد الأفواه والبطون الجائعة. وتركت القرية وسرت على الطريق المؤدي إلى الجبال المحيطة. وعندما مررت بسور مزرعة جف فيها العشب وأقفرت الحقول ومخازن الحبوب لمحت عددا من الخنازير الصغيرة الهزيلة، التي التفت حول أمها، وراحت تتنافس في صراع مرير على ضرعها. كانت تحاول وتحاول. تبتعد وتقترب، تغرس أفواهها في لحم الأم، وتتشبث لحظة بحلمات ضرعها، ثم تيئس منها وتعود إلى المحاولة العنيدة. وبعد لحظات رأيتها تتجمع عند رأس الأم وتحدق فيه قبل أن تفر هاربة مذعورة. هل تعلم لماذا فرت الخنازير الصغيرة وهي تنتفض يأسا وخوفا؟
القيصر :
لأن ضرع أمها كان خاليا من اللبن؟
الناسك :
بل لأن أمها كانت قد ماتت جوعا. وتجمعت الخنازير الصغيرة حولها، وحاولت أن ترضع منها، ثم اكتشفت بعد قليل أن عيون الأم باردة مطفأة، لا تنظر إليها ولا تعطيها الحنان الذي تعودت عليه فانفلتت جارية مذعورة.
القيصر :
Page inconnue