Le Discours Utile sur les Preuves de l'Ijtihad et du Taqlid

Al-Shawkani d. 1250 AH
47

Le Discours Utile sur les Preuves de l'Ijtihad et du Taqlid

القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

Chercheur

عبد الرحمن عبد الخالق

Maison d'édition

دار القلم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٣٩٦

Lieu d'édition

الكويت

وَانْقطع التفضل من الله بِهِ على عباده ولقنوا الْعَوام الَّذين هم مشاركون لَهُم فِي الْجَهْل بالمعارف العلمية ودونوا لَهُم فِي معرفَة مسَائِل التَّقْلِيد بِأَنَّهُ لَا اجْتِهَاد بعد اسْتِقْرَار الْمذَاهب وانقراض أئمتها فضموا إِلَى بدعتهم بِدعَة وشنعوا شنعتهم بشنعة وسجلوا على أنفسهم الْجَهْل فَإِن من يتجارى على مثل هَذِه الْمقَالة وَحكم على الله سُبْحَانَهُ بِمثل هَذَا الحكم المتضمن تعجيزه عَن التفضل على عباده بِمَا أرشدهم إِلَيْهِ من تعلم الْعلم وتعليمه لَا يعجز عَن التجارؤ على أَن يحكم على عباده بِالْأَحْكَامِ الْبَاطِلَة ويجازف فِي إِيرَاده وإصداره وَيَا لله الْعجب مَا قنع هَؤُلَاءِ الجهلة الندكاء بِمَا هم عَلَيْهِ من بِدعَة التَّقْلِيد الَّتِي هِيَ أم الْبدع وَرَأس الشنع حَتَّى سدوا على أمة مُحَمَّد ﷺ بَاب معرفَة الشَّرِيعَة من كتاب الله وَسنة رَسُوله ﷺ وَأَنه لَا سَبِيل إِلَى ذَلِك وَلَا طَرِيق حَتَّى كَأَن الأفهام البشرية قد تَغَيَّرت والعقول الإنسانية قد ذهبت وكل هَذَا حرص مِنْهُم على أَن تعم بِدعَة التَّقْلِيد كل الْأمة وَأَن لَا يرْتَفع عَن طبقتهم السافلة أحد من عباد الله وَكَأن هَذِه الشَّرِيعَة الَّتِي بَين أظهرنَا من كتاب الله وَسنة رَسُوله قد صَارَت مَنْسُوخَة والناسخ لَهَا مَا ابتدعوه من التَّقْلِيد فِي دين الله فَلَا يعْمل النَّاس بِشَيْء مِمَّا فِي الْكتاب وَالسّنة بل لَا شَرِيعَة لَهُم إِلَّا مَا قدرته فِي الْمذَاهب أذهبها الله فَإِن يُوَافِقهَا مَا فِي الْكتاب وَالسّنة فبها ونعمت وَالْعَمَل على الْمذَاهب لَا على مَا وافقها

1 / 63