والذي أراه أنه يمكن الجمع بين القولين؛ بحيث أن القول بصحة التصرف بالمال بدون شروط؛ إنما ذلك حال الصحة، وأما إذا كان حال المرض؛ فيحمل على القول بوجوب تطبيق شروط الوصية، والله أعلم.
الخاتمة
الحمد لله صاحب المنة والقدرة؛ الذي خلقنا ووهبنا القدرة على القول والعمل، ولا حول ولا قوة في إكمال هذا العمل وغيره إلا بالله العلي الكبير.
وفي ختام هذا البحث؛ أحببت أن أسطر بعض الملاحظات والصعوبات التي خرجت بها من هذا البحث:
أولا: وجدت صعوبة - والحق يقال- في فهم بعض نصوص ومختصرات، وإشارات (البحر الزخار)؛ وقد يزيل هذه الصعوبة- أحيانا- وجود (الانتصار) بين يدينا؛ لكن في ظل فقدان بعض الأجزاء منه، وعدم اكتمال تحقيق الأجزاء الموجودة؛ فالمشكلة لا زالت تواجهني، وكأن (البحر الزخار) يحتاج إلى شرح، والذي أعتقده أنه لا بد من الاستعجال بما قد عزمت عليه من إعداد وإنشاء (الموسوعة الفقهية الزيدية)، والتي تحتاج إلى جهد كبير، والله المستعان.
ثانيا: اهتمام الإمامين المؤيد بالله وأبي طالب كان منصبا بالحجم الكبير على فقه الإمام الهادي؛ ونادرا ما تجد ذلك الاهتمام تجاه الإمام القاسم الرسي.
ثالثا: غالبية المسائل استطعت بيان القول الجديد والقديم منها، ولولا الرغبة في استمرار صدور السلسلة بنفس العنوان؛ لسميت هذا السفر ب"القول القديم والجديد للإمام القاسم بن إبراهيم الرسي".
رابعا: غياب كتاب (مسائل النيروسي) سبب لي كثيرا من المشاكل والصعوبات، ولو كان الكتاب بين يدي؛ لكان خروج هذا السفر مختلفا بشكل كبير عما هو عليه الآن.
خامسا: سأؤكد في الجزء أيضا على الاشتياق إلى كتاب (النصوص) للإمام أبي العباس، ولا أدري كيف سأعمل إذا بدأت في كتابة الجزء الخاص بأقوال الإمام أبي العباس؛ فأسأل الله في هذا الشهر الكريم أن يأتيني بهما (مسائل النيروسي) و(النصوص) إنه على ما يشاء قدير.
Page 74