Les Lois Meticuleuses des Principes Parfaitement Maitrisés
القوانين المحكمة في الاصول المتقنة
Maison d'édition
دار المحجة البيضاء، 2010
Genres
اشترط في المحكوم عليه أيضا للزم عدم جواز الاستدلال بمثل قوله تعالى : (الزانية والزاني فاجلدوا)(1) ، و : (والسارق والسارقة فاقطعوا)(2) ، ونحو ذلك ، بالنسبة الى من لم يكن زانيا أو سارقا حال الإطلاق ، بل المعتبر اتصافه في أحد الأزمنة الثلاثة.
ووجه هذا الاستدلال ، أنهم يستدلون بهذه الآيات وظاهرهم إرادة الحقيقة ، فيكون المشتق حينئذ حقيقة في كل واحد من الأزمنة.
أقول : ويلزم من ذلك أن ذلك القائل يقول بكون المشتق حقيقة في المستقبل أيضا.
وقد يوجه : بأن مراده حينئذ أن المحكوم عليه حقيقة فيما تلبس بالمبدإ في الجملة ، يعني المعنى العام السابق أو ما هو أعم منه ليشمل الاستقبال ، وكيف كان فهو باطل.
أما أولا : فلأن هذا الكلام مبني على أن المراد بالحال وأخويه في محل النزاع ، هو حال النطق وما قبله وما بعده ، وقد عرفت خلافه.
وأما ثانيا : فلأن المشتق كونه حقيقة في الحال مع الخصوصية مما لا خلاف فيه ، وإن كان محكوما عليه ، فلو جعلناه حقيقة في القدر المشترك أيضا للزم الاشتراك ، والمجاز أولى منه ، وكونه محكوما عليه قرينة للمجاز ، مع أن الاستدلال بها على من لم يتلبس بعد حين الإطلاق (3) أو لم يوجد أيضا هو من قبيل الاستدلال بالخطابات الشفاهية ، فإن تلك الخطابات لا تثبت إلا أصل التكليف.
وأما خصوص تكليفنا فإنما يثبت بدليل خارج ، كالإجماع وغيره.
__________________
(1) النور : 2.
(2) المائدة : 38.
(3) كما ذكر في كلام المستدل.
Page inconnue