============================================================
اشتهرت هذه الأسرة بالتجارة الواسعة، فقد اتفق آبناء يحيى بن عبدالرحمن (الجد الثالث للمقرى) على عقد شركة في جميع ممتلكاتهم، وأقبلوا على التجارة بهمة لاتعرف الكلل، فنمت أموالهم حتى زادت عن الحصر، واتخذوا لخدمتهم الرجال والمماليك، وخاطبهم الملوك والأعيان يقول المقرى في ذلك: ( كان ولد يحيى الذي آحدهم أبو بكر خمسة رجال فعقدوا الشركة بينهم في جميع ما ملكوه أو يملكونه على السواء بينهم والاعتدال ..
حتى اتسعت أموالهم وارتفعت في الضخامة أحواهم ، ولما افتتح التكرور ايوالاتن وأعمالها أصيبت أموالهم فيما أصيب من أموالها، بعد أن جمع من كان بها منهم إلى نفسه الرجسال، ونصب دونها ودون ماهم القتال، ثم اتصل بملكهم فأكرم مثواه، ومكنه من التجارة بجميع بلاده، وخاطبه بالصديق الأحب.. فلما استوثقوا من الملوك، تذللت هم الارض للسلوك فخرجت أموالهم عن الحد، وكادت تفوت الحصر والعد)(1): واستمرت الأسرة في ممارسة التجارة حتى أصيبوا بنكبات السلاطين فضعفت تجارتهم وفترت همتهم، وحين جاء المقرى لم يبق من تلك التجارة الواسعة إلا القليل ومن جملتها خزانة كبيرة من الكتب(2): مولده: ولد بتلمسان أيام السلطان أبي حمو موسى بن عثمان بن يغمراسن ابن زيان، أحد سلاطين تلمسان، ولم تشر المصادر إلى تاريخ مولده على وجه التحديد (1) الإحاطة، 192/2؛ نقح الطيب، 206205/5.
(2) انظر : الإحاطة، 192/2
Page 55