============================================================
وفي هذا الوقت اجتمع ملك المغرب لبني مرين، وبلغوا أوج عظمتهم(1).
وقد واجه آبو الحسن مشاكل خطيرة من جهة عدو لم يحسب له حسابا، هو القبائل العربية في تونس، فقد آبت آن تخضع له، فعزم أبو الحسن على إخضاعهم له، فنشبت على إثر ذلك معركة قرب القيروان عام 749ه، انهزم فيها آبو الحسن، ولجا إلى القيروان، ثم فر إلى الجزائر، وفوجىء بانتقاض ابنه أبي عنان الذي خلفه نائبا عنه في فاس، وبدا يطارد والده، وأخيرا تنازل أبو الحسن عن الإمارة لولده لقاء مبلغ مالي، حتى توفى عام 752 ه، واستقر الأمر لابنه أبي عنان(2) وفي تلمسان اغتنم بعض آفراد بني عبدالواد فرصة الخلاف بين ابي الحسن واينه، فالتفوا حول آميين منهم هما: آبو سعيد بن عبدالرحمن ابن يحيى، وأخوه أبو ثابت، فاحتلوا تلمسان، وأعادوا الدولة الزيانية(3): أبو عنان فارس المريي (ت 759ه): ابتدأ أبو عنان عهده بمحاولة استرجاع تلمسان من الزيانيين الذين احتلوها إيان الخلاف بين آبي الحسن وابنه آبي عنان، فقاد بنفسه الحملة لاسترجاع تلمسان في أوائل عام 753ه، ودارت معارك طاحنة بين (1) المغرب عبر التاريخ، 46/2، أيو حمو موسى الزياني، حياته وآثاره، ص 23؛ محمد ابن السراج، الحلل السندسية في الآخيار التوتسية، تحقيق : محمد الحبيب الهيلة (تونس : الدار التونسية للنشر، 197 م)، ص 1.54.
(2) انظر : أيو حمو الزياني، حياته وأثاره، ص 24، 28؛ المغرب عبر التاريخ، 47/2.
(3) انظر: أبو حمو الزياني، حياته وآثاره، ص25؛ محمد الهادي العامرى، تاريخ المغرب العري (تونس: شرحة فنون الرسم والنشر والصحافة، 1964 م)، ص 102
Page 24