============================================================
ونصيحة آخرى يوجهها المقري لطلاب العلم يحذرهم فيها من الأخطاء التي وقع فيها بعض العلماء، وأن هناك أمورا تحاماها العلماء كأحاديث الفقهاء وتحميلات الشيوخ ونحوها. يقول المقري : ((حذر الناصحون من أحاديث الفقهاء، وتحميلات الشيوخ) وتخريجات المتفقهين، وإجماعات المحدثين، وقال بعضهم : احذر آحاديث عبدالوهاب، والغزالي، وإجماعات ابن عبدالير، واتفاقات ابن رشد، واحتمالات الباجي، واختلاف اللخمي، وقيل: كان مذهب مالك مستقيما حتى ادخل فيه الباجي يحتمل، ويحتمل، ثم جاء اللخمي فعد جميع ذلك خلافأ"(1): ويحذر المقرى أيضا مما وقع فيه بعض الفقهاء من المبالغة في البحث عن حكمة المشروعية، وأن الاسترسال في ذلك قد يؤدي إلى أخطاء فادحة لاسيما فيما ظاهره التعبد وأن الاولى حصر الاهتمام باستنباط علة الحكم بدلا من حكمته؛ إذ هي التي يحتاج إليها الفقيه في باب القياس وغيره، يقول المقري : "(قاعدة : التدقيق في حكم المشروعية من ملح العلم لا من متنه عند المحققين، بخلاف استنباط علل الأحكام، وضبط أماراتها، فلا ينبضي المبالغة في التنقير عن الحكم، لاسيما فيما ظاهره التعبد؛ إذ لايؤمن من ارتكاب الخطر ، والوقوع في الخطل . وحسب الفقيه من ذلك ما كان منصوصا، وظاهرا، أو قريأ من الظهور."(2) (1) القاعدة، رقم (121) (2) القاعدة، رقم (159)
Page 177