============================================================
بمشاكل جليلة، فتراه يتعرض لها بين حين واخر، ما حضا النصح للعلماء خاصة، والمسلمين عامة، وهذه ميزة العالم العامل، الذي تظل قضايا آمته عالقة بذهنه، لايستطيع البعد عنها، معها يصبح، ومعها ى فتراه يوجه نصيحة قيمة لطلاب العلم يحذرهم فيها من إكثار المسائل الافتراضية النادرة، وإضاعة الوقت بحفظ آراء الرجال، وأن الأولى الاهتمام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ إذ الخير كل الخير في حفظهما، وفهمهما، قال المقري: ("قاعدة : يكره تكثير الفروض النادرة، والاشتغال عن حفظ نصوص الكتاب والسنة، والتفقه فيهما، بحفظ اراء الرجال، والاستنباط منها، والبناء عليها، وبتدقيق المباحث، وتقرير النوازل، فالمهم المقدم، وما أضعف حجة من يرد القيامة، وقد أنفق عمرا طويلا في العلم، فيسال عما علم من كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يوجد عنده أثارة من ذلك، بل يوجد قد ضيع فرضا كثيرا من فروض العين من العلم بإقباله على حفظ فروع اللعان، والمأذون، وسائر الابواب النادرة الوقوع، وتتبع سائر كتب الفقه، مقتصرا من ذلك على القيل والقال، معرضا عن الدليل والاستدلال، بل الواجب الاشتغال حفظ الكتاب والسنة، وفهمهما، والتفقه فيهما، والاعتناء بكل ما يتوقف عليه المقصود منهما، فإذا عرضت نازلة عرضها على النصوص، فإن وجدها فيها فقد كفي أمرها، وإلا طلبها بالأصول المبنية هي عليها، فقد قيل: إن النازلة إذا نزلت أعين المفتي عليها"(1).
(1) القاعدة، رقم (224)
Page 175