المطلب الثاني القواعد في مرحلة تدوين الفقه
ولما بدأ عصر التدوين الفقهي ظهرت طائفة كثيرة من القواعد والضوابط في ثنايا عرض مسائله ، وما تفرع منها ، ولم يكن التعرض إليها مقصودا في ذاته ، بل كانت ترد عرضا ، إما بيانا لحكم أو تعليلا له ، أو لأي سبب آخر .
وقد شمل ذلك تدوين الآراء والقواعد والضوابط التي وردت على ألسنة من ذكرناهم ، من الصحابة والتابعين وغيرهم ، لا على أنها قواعد ، بل على أنها من الآراء والأحكام الفقهية.
وإذا سلمنا بصحة نسبة كتاب " المجموع "(1) إلى زيد بن علي المتوفيسنة (122ه)(2) ، قلنا إن مطلع القرن الثاني للهجرة كان بداية لتدوين الفقه ، (1) طبع في مدينة ميلانو بإيطاليا سنة (1919م) ، مع مقدمات وتحقيقات وتعليقات ، بعناية د. أوجينو مريفينى ، برواية أبى خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي بالولاء ، المتوفي في العشر الخامسة من المائة الثانية من الهجرة . وفي نسبة الكتاب المذكور إلى الإمام زيد بن علي (ت112هس) ، تردد وشك عند طائفة من العلماء . فانظر ما قيل في ذلك ، وحجج الطرفين في الكتب الآتية "زيد بن علي " للشيخ أبى زهرة (ص 223 - 275) ، و" تاريخ الفقه الإسلامي" لدكتور محمد يوسف موسى (2/ 70 - 75) ، و" نظرة عامة في تاريخ الفقه " للدكتور على حسن عبد القادر (ص181) .
(2) هو أبو الحسين الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، العلوي الهاشمي القرشي . ويقال له زيد الشهيد ، من خطباء بني هاشم ومن الفقهاء أقام في الكوفة وتتلمذ على واصل بن عطاء ، وأخذ عنه فكر الإعتزال . خرج على الحكم الأموي ، فقوتل وقتل في الكوفةسنة (122ه) ، وقيل سنة (121ه) وقيل غير ذلك .
من مؤلفاته نسب له " مجموع الفقه" برواية أبى خالد الواسطي ، و"تفسير غريب القرآن " .
راجع في ترجمته " شذرات الذهب " (158/1) ، و" الأعلام " (59/3) .
298
Page 2