قاعدة في الحب في الله حقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم الحب في الله: التآلف والتجانب في مشهد الروح، وذلك لا يكون إلا بأن يذوق كل من المتحابين نصيبا من المحبة الخاصة بعد تحقيق مشهد القلب، من الإيمان بالغيب، ووجود آثار الصفات من الفوقية، والكلام، والعظمة، والجلال، وغير ذلك.
ومتى تألفت القلوب في مشهد من المشاهد كان حبا في الله حقيقة، وأعلاه: التألف في مشاهد الروح، من المحبة الخاصة، المشيرة إلى جمال حضرة الذات وكمالها، وهو ما يستغرق الروح حبا وانجذابا وتعظيما ونصحا في المعاملة الخاصة، وائتمارا في الأمر واجتتابا عن النهي، وغير ذلك.
إذا علم ذلك وأمكن وجود التعارف في ذلك المشهد الخاص ووجود الرابطة في ذلك بين القلوب والأرواح، فمن وجد التآلف والتعارف في ذلك المعنى الخاص بينه وبين الصديقين المعروفين المنسوبين إلى المحبة والخصوصية ، مثل : الجنيد وأقرانه القائمين بحقيقة هذا الفن، وصار يحبهم حقيقة ويأنس بذكرهم لوجود المناسبة بينهم وبينه، فذلك من أعلى أقسام التحاب في الله الموجب لمحبة الله
Page 52