237

Principes de conduite vers Dieu

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

معرفته إلا بالعجز عن معرفته، فيكون هجيرا، قلبه في صلاته وتلاوته، وذكره، بحمل ما قام بذات الحق عز وجل، من الكمال الملازم له في الآباد والآزال، ويكون ما عرفه مولاه من نفسه برزخا بين المشاهد وبين ما لا يطلع عليه غير المتصف به.

فصل

وربما غاب ذكره عن شعوره وخفي، لأنه خفي لا يعلمه غير المتصف به، فيتولاه مولاه في النيابة عنه في ذكره، فيبقى ذكره لربه ذكر الحق لنفسه بما يعلمه من ذاته المقدسة؛ من العظمة والجلال والجمال والكمال، في الآباد والآزال، بل في الفردانية والوحدانية قبل وجود الموجود الموصوف بالزوال، الذي يجري عليه الاضمحلال.

فصل

وهذا الذكر الخفي الذي استأثر الله بعلمه عن عباده ، يجد الواصل آثاره تتنزل على قلبه ، ويرى أنواره بعين بصيرته ، لكن معرفة مجملة، ونورا مجملا، يتولى الحق تعالى تفصيله؛ إذ لا يقدر على تفصيله من الخلق غيره.

فإن قلت: بين لي نصيب العارف من معرفة ربه الذي ذكرت أنه برزخ بين العارف وبين ما لا يحيط به أحد غير الله تعالى، فإنه قد بينت لك الذي استأثر الله عز وجل بعلمه عن عباده، فيكون العارف يذكره ذكرا مجملا ؛ بذكر الله عز وجل لذلك، إذ لا يقدر أحد أن يذكر به ربه، ولا يقوم بمعرفته إلا من اتصف به، وقد عرفنا أنه يراه

Page 259