أو بشيء من أسمائه، أو بلوامع من آثار أنوار صفاته، أو ببارقة تلوح لقلبه، من عظمة ذاته.
هذه جمل المعارف، وإن تعددت أقسامها، وتنوعت درجاتها، جعلنا الله وإياكم من المتحققين بذلك، القائمين بأحكامها. آمين يا رب العالمين.
فصل
وينكسر لهذا العارف قلبه لربه، ويذل سره لما قام به من حبه، فإن المعرفة تقتضي المحبة في هذا الشأن، وإن كان لا يلزم منها المحبة في غيرها من الأكوان.
فقد يعرف الإنسان الشيء ولا يحبه، وأما هذا الجناب، فلا يتصور أن يعرف منه شيء إلا وتقترن به المحبة، وإن كان من الصفات القهرية، فإن لها تعلقا باطنا بالصفات اللطيفة الموجبة للمحبة.
فمتى تحقق القلب بوجوده لشيء من هذه المعارف، أعطاه ذلك ذبولا وانكسارا، وتعظيما وافتقارا، هذا إذا لاح للقلب تفصيله على ما ذكر من الأفعال والأسماء والصفات، فإن ذلك يقتضي في القلوب الصافية ، والأذهان الصقيلة الوفية تعظيم المعروف ، لإشراق معارفه في أنوار القلوب ، وتلوح في تلك الأنوار ما يستحقه العبد بمقتضى تلك المعرفة ، من العبودية ، التي تطالبه تلك المعرفة بها، فيفرق في ذلك النور بين صفات ربه، وصفات نفسه، فيعطي الربوبية حقها
Page 43