النية. ويعلم منه أن من لم ينو، لم يصح عمله، ولم يكن معتبرا في نظر الشرع. ويدل عليه- مع دلالة الحصر- الجملة الثانية فإنها صريحة في ذلك أيضا.
وفي هذه القاعدة فوائد:
الفائدة الأولى يعتبر في النية التقرب إلى الله تعالى،
ودل عليه الكتاب والسنة.
أما الكتاب: فقوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (1). أي: وما أمر أهل الكتابين بما فيهما إلا لأجل أن يعبدوا الله على هذه الصفة، فيجب علينا ذلك، لقوله تعالى وذلك دين القيمة (2).
وقال تعالى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى (3). أي: لا يؤتي ماله إلا ابتغاء وجه ربه، إذ هو منصوب على الاستثناء المنفصل. وكلاهما يعطيان أن ذلك معتبر في العبادة، لأنه تعالى مدح فاعله عليه.
وأما السنة: ففيما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) في الحديث القدسي: (من عمل لي عملا أشرك فيه غيري تركته لشريكي) [1].
Page 75