سماتهم الرائقة بسمة وتوسم فِي اني مِنْهُم وَإِن لم يحصل لي مِمَّا لديهم عِنْد التَّأَمُّل الصَّادِق الامثل سمسمة فَصَارَ بعض من أظهر الله سُبْحَانَهُ لَهُ مني الْجَمِيل وَستر مَا وَرَاء ذَلِك مِمَّا هُوَ أخص وصف العَبْد الذَّلِيل يأنس منا باللقاء والاجتماع ويلتمس الْمقَام مَعنا برسم الِانْتِفَاع وَالِاسْتِمَاع فَلَمَّا شام على معاطفنا بريقا وشم من مطارفنا عبيقا حجى أَن ذَلِك مطلعه وَجعل ان مَا بدا مِنْهُ هُوَ منبغه ومنبعه فَلَمَّا لوحنا لَهُ أَن ذَلِك مقتبس من مطالعه الاصلية وملتمس من مبازغة السّنيَّة الْعلية مطالع شُيُوخنَا منائر الاعصار ومبازع أعلامنا مَنَابِر الامصار وأشرنا لَهُ الى انهم وشحوا جيدنا العاطل بحلى اجازاتهم وأباحوا لنا الرِّوَايَة بِمَا أَخذنَا عَنْهُم وَبِغَيْرِهِ مِمَّا ينْسب اليهم من حقائقهم ومجازاتهم اشرأب حِينَئِذٍ الى أَن نوشحه بِمثل مَا وشحونا بِهِ من الاجازة وَاسْتحبَّ أَن نُبيح لَهُ مَا أباحوا لنا من أَن نروي عَن كل وَاحِد مِنْهُم حَقِيقَته ومجازه فأكبرت هَذَا الْأَمر الَّذِي اقترحه مني غَايَة وعددته أَشد إستحالة من الْجمع بَين الْفَرَاغ وَعدم النِّهَايَة علما مني باني عَن ذَلِك المرام بمعزل وكوني فِي الحضيض السافل ذَا منزل وجزما بِأَنِّي لم أصل الى أَن أكون الْمجَاز فَكيف أكون مجيز الغيرى وَلَو على سَبِيل الْمجَاز وانما الْمُنَاسب لحالي أَن أكون مِمَّن يعمر عجز مجْلِس طلبة الْعلم لَا صَدره وان لَا أَزَال مستحضرا قَول الْقَائِل فَازَ من عرف قدره وَهُوَ مَعَ هَذَا كُله لم ينثن عَن وجهة الاقتراح وَلم يستبن مني وَجه الْإِبَانَة عَن ذَلِك الْمطلب والانتزاح بل ازاد بِهِ فرط رغتبه المنسوج على منوال التأميل واوفى لأجل تَحْصِيل طلبته على شرف حسن الِاعْتِقَاد وَالظَّن الْجَمِيل فَلَمَّا حصحص ان لَيْسَ لي عَن طلبته مندوحة زورت فِي نَفسِي ان آتِي بالمعاريض لِأَنَّهَا طَريقَة غير مرجوحة ثمَّ خشيت ان يكون ذَلِك غير مقنع لمن رامه وَلَا نَافِع لمن طلبه وسامه فأزمعت أَن أسلك فِي ذَلِك بحول الله تَعَالَى طَريقَة مثلى وأتمسك فِي الْإِبَانَة عَمَّا هُنَاكَ بِعُرْوَة لَا
1 / 17