وهي تضحك ضحكة خافتة: يا بخت من وفق رأسين في الحلال.
وفي الحرام؟ - لكنني لا أنظر إلى الوراء.
ساد صمت بدا غريبا مليئا بالفكر ... حتى قالت بصوت جمع بين التحذير واللين: إياك وأن تقطع علي السطح مرة أخرى.
فقال بجرأة: أمرك مطاع، ليس السطح بالمكان المأمون، ألم تعلمي بأن لي بيتا في قصر الشوق؟
هتفت مستنكرة: بيتك! أهلا يا سي بيته.
فسكت قليلا كأنما يحاذر، ثم تساءل: خمني فيم أفكر؟ - لا شأن لي بهذا.
صمت، ظلام، خلوة، ما أفظع تأثير الظلام في أعصابي! - إني أفكر في سوري سطحينا المتلاصقين، بم يوحي منظرهما إليك؟ - لا شيء. - منظر حبيبين متلاصقين. - لا أحب سماع هذا الكلام. - تلاصقهما يذكر أيضا بأنه ليس ثمة ما يفصل بينهما. - هيه.
ندت عنها كاستدراج مليء بالوعيد، فقال ضاحكا: كأنهما يقولان لي: اعبر.
تراجعت خطوتين حتى التصق ظهرها بملاءة منشورة، ثم همست في تحذير جدي: لا أسمح بهذا. - هذا! ... ما هذا؟ - هذا الكلام. - والفعل؟ - سأتركك غاضبة.
كلا وحياتك الغالية ... أتعنين ما تقولين؟ أأنا أغبى مما أظن، أم أنت أمكر مما أتصور؟ لم تكلمت عن رضوان وأمه؟ هل تلوح بالزواج؟ ما أشد رغبتك إليها! رغبة جنونية.
Page inconnue