214

Le Palais du désir

قصر الشوق

Genres

التعب مكتوب علي أنا أيضا، جنسك هو المسئول، لا واحدة تغني عن الأخريات، وقهر الملل فوق طاقتهن، ولكن لن أعود إلى العزوبة مختارا، لا أستطيع أن أبيع كل عام دكانا في سبيل زواج جديد، فلتبق زنوبة على شرط ألا تركبني، الرجل المجنون يحتاج إلى امرأة عاقلة، زنوبة وعاقلة؟ - أتبقين على الكنبة حتى الصبح؟ - لن يغمض لي جفن، دعني لما بي وتمتع أنت بالنوم.

لا بد مما ليس منه بد، مد ذراعيه حتى قبض على منكبها، ثم جذبها إليه وهو يغمغم: فراشك.

فقاومت مقاومة غير عسيرة، ثم استسلمت ليده فمضت إلى الفراش وهي تقول متأوهة: متى تتاح لي راحة البال كسائر النساء! - اطمئني، ينبغي أن تضعي في كل ثقتك، إني أهل للثقة، مثلي لا يكون سعيدا إلا إذا سهر، ولن تسعدي أنت إذا أتعبتني بوجع الدماغ، حسبك أن تؤمني ببراءة سهري، صدقيني ولن تندمي، لست جبانا ولا كذابا، ألم أجئ بك ليلة إلى هذا البيت وفيه زوجتي؟ فهل يفعل هذا جبان أو كذاب؟ شبعت من الدوران ولم يبق لي في حياتي إلا أنت.

تنهدت بصوت مسموع، وكأنما أرادت أن تقول له: «أود أن تكون صادقا فيما تقول»، فمد يده لاعبا وهو يقول: يا سلام، هذه التنهيدة حرقت قلبي، الله يقطعني.

قالت برجاء وهي تستجيب ليده رويدا رويدا: لو ربنا يهديك!

من يصدق أن هذه الأمنية صادرة عن عوادة! - لا تقابليني بالشجار أبدا، إن الشجار يثبط النشاط.

علاج ناجع، ولكنه لا ينفع في جميع الأحوال، لو نلت عيوشة الليلة ما تيسر. - أرأيت أن ارتيابك لم يكن في محله؟

39

كان السيد أحمد عبد الجواد منهمكا في عمله، وإذا بياسين يدخل الدكان مقبلا على مكتبه، فما إن تصفح وجهه حتى أدرك أنه جاءه مستنجدا، كانت في عينيه نظرة حائرة شاردة، ومع أنه تبسم له في أدب ومال على يده ليقبلها، إلا أنه شعر بأنه يقوم بهذه الحركات التقليدية بلا وعي، وأن وجدانه كله غائب في مكان لا يعلمه إلا الله. أشار إليه بالجلوس فقرب الكرسي من مجلس أبيه ثم جلس، وجعل ينظر إليه حينا، ثم يخفض بصره، أو يبتسم ابتسامة باهتة. تساءل السيد عما دعا إلى هذه الزيارة، وكأنما أشفق من أن يترك ابنه الصامت إلى صمته، فقال كالمتسائل: خير؟ ... ماذا بك؟ لست كعادتك.

فنظر ياسين إليه طويلا كأنما يستثير عطفه، ثم قال وهو يخفض عينيه: سينقلونني إلى أقاصي الصعيد! - الوزارة؟ - نعم. - لمه؟

Page inconnue