Le palais Al-Azem à Damas
قصر آل العظم في دمشق
Genres
وبين القاعة الكبيرة فسحة متسعة طولا وعرضا مائة وعشرون ذراعا من أصل مساحة أرض الدار، وهي دكة عالية عن أرض الدار بذراع ومحلها مزروعات وأشجار، وغربي تلك الدكة لجانب القاعة استطراق بعرض ذراعين ذراعين وربع، وشرقي تلك الدكة للإيوان أيضا استطراق ذراعين وربع، وتلك الدكة متوسطة ما بين القاعة والإيوان والحاجز بينهما الاستطراقات المذكورة، فالاستطراق الغربي الذي بجانب القاعة على طول تلك الدكة بمقدار عشرة أذرع، يدخل منه إلى باب من الحديد إلى بستان متسع قيمة مساحته ألف وخمسمائة ذراع، فيه من الفواكه اليانعة ومن الأزهار والأشجار ودوالي العنب ما يحير، وبه طالعان
51
للماء يسقيان كافة الدار جميعها، (أحدهما) كبير وسعة ثقبه لو أنزل به بطيخة خضراء وافية بالكبر لنزلت بكل سهولة، و(الثاني) صغير يجري منهما الماء إلى جميع المحلات اللازمة من الدار ويسقي ذلك البستان، والجنينة الكبرى تشرب من البحرة الكبرى التي تجاه الإيوان الكبير، والجنينة الصغرى تشرب من البحرة المستديرة التي تجاه القاعة الكبرى بقساطل تحت الأرض، وذلك البستان بعضه بقف القاعة الكبرى وشبابيك الإيوان الصدراني مع الخزانة جميعها تطل على ذلك البستان، وبعضه بجانب الدكة المذكورة أعلاه التي بجانب القاعة، والإيوان على عرضها، والاستطراق الشرقي الذي بجانب الإيوان يدخل به إلى براني
52
حمام بصدر ذلك البراني إيوان محكم الصناعة، وله شبابيك غربية وقبلية تطل على ذلك البستان المار ذكره.
وللإيوان عتبة واسعة بأوسط تلك القبة بحرة مستديرة صغيرة بمساحة عشرة أذرع، استدارتها بأربعة أثقاب يخرج الماء منها، وتلك البحرة مع القبة جميعها من الحجر الرخام الملون، وللعتبة قبة مرتفعة كقبب الحماميم، وبتلك العتبة إلى الشرق بجانب الإيوان باب يدخل منه إلى الحمام،
53
وذلك الحمام جعله بديع الصنعة، جعل بأوسط الحمام دكة جميلة منزلة بالأحجار المعتبرة، وبوسط صدر تلك البركة سلسبيل ينزل منه الماء إلى فسقية بأول تلك الدكة، يخرج منها الماء أيضا من أثقاب متعددة، ويجتمع بماء السلسبيل ويصبان في سلسبيل أيضا لتصريف الماء، وجعل في ذلك الحمام ثلاث مقاصير وأربعة أجران بدون مقاصير، وفيه ثلاثة أجران تحير العقول بما فيها من الصناعة الجميلة، ولم ير مثلها، وحجرها من أبدع الأحجار المرمرية، بعضها محفور ومنزل به ماء الذهب من عروق وأشجار وما أشبه ذلك، والبعض منقوش نافر من العروق والمشجرات اللطيفة، وبإحدى المقاصير مغطس جميل، وبتلك المقصورة جرن سادة
54
ليس منقوشا، من أبدع ما يكون من الأحجار التي ليس موجود شبيها لها بالرقة رقيق كثيرا بحيث لو أصابه أحد بيده يسمع له رنة كرنين الصيني، وتلك المقصورة حائطها بجانب ضريح سيدنا معاوية
Page inconnue