Qasida Wa Sura
قصيدة وصورة: الشعر والتصوير عبر العصور
Genres
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
وسنكتفي منها بالأبيات (من 22 إلى 28) التي وقف فيها البحتري أمام صورة مسجلة على جدران القصر الذي كان فيه الإيوان. وهي صورة معركة حربية دارت عند مدينة أنطاكية بين الفرس والروم سنة 540م. ويبدو أن المصور قد أجاد التصوير حتى شعر البحتري بالرهبة أمامها، وخيل إليه أن الموت ماثل فيها، بينما كان أنوشروان واقفا تحت علمه الكبير يحرض جنده على القتال. وكان المصور أو النحات (إذ لا ندري هل كان الشاعر يصف مشاعره ورؤاه أمام صورة، أو يصف نحتا بارزا على جدار!) لون ثوب كسرى باللون الأخضر، كما صبغ جواده بالأصفر، وصور القتال الدائر في صورة بلغت من الحيوية أن وصفتهم عين الشاعر بأنهم «جد أحياء». ولولا أنهم كانوا مقيدين على الجدار بألوان الصورة وخطوطها وظلالها أو مأسورين في بروز النحت ونقوشه الحجرية، لما أحس خفوت صوتهم وسكون جرسهم، ولا خيل إليه أنهم خرس يتبادلون الإشارة. ولقد بلغ التصوير من الحيوية حدا جعل الشاعر يندفع إلى الصورة بيده ليرى أصورة هي أم حقيقة!
وإذا ما رأيت صورة أنطا
كية ارتعت بين روم وفرس
والمنايا مواثل، وأنوشر
وان يزجي الصفوف تحت الدرفس
23
في اخضرار من اللباس على أص
فر يختال في صبيغة ورس
Page inconnue