============================================================
القسانسون واما أن يكون تبدل الوقت بحركة الفلك فيما بين حكمه وبين بروز ما وقع كما جرى ذلك للمعتمد بن عباد1، فاته حين حضر مع أمير المسلمين يوسف ين تاشفين2 في فزوته، أمر الأمير بالانتهاض إلى العدو، فنظر المعتمد وكان من أهل هذا العلم، فرأى الوقت فير لائق للقتال، ولم يقدر أن يذكر ذلك لأمير المسلمين خوف أن يرمى بهذه 2الاعتقادات، فتحير وأمسك، واشتغل السلطان بتهيئة ( الجيش والتعبئة للقتال، ولم يفرغوا من ذلك حتى تبدل الوقت بإذن الله، وجاء الوقت الصالح مواففا لنهوضهم، فعجب المعتمد من ذلك، وعلم ان السلطان ممدور3 مظفرن السادس علم السحر: وهو علم تستحصل بسه ملكة، يقدر بها على أفعال غريبة بأسباب خفية، وهمله حرام بلا نزاع، وأما مجرد معرفته فلا إشكال في جوازه4، وما نقل عن الإمام مالك من أن تعلمه كفر مستشكل. وفائدته أن يعلم ليحذر منه لا ليعمل، وأن يعرف فاعله لينفذ عليه الحكم، فإن قتل الساحر مثلا موقوف على العلم بانه ساحر، وذلك فرع معرفة السحر، حتى ذهب بعض الأئمة إلى أنه فرض كقاية، قال لجواز ظهور ساحر يدهي النبوءة فيكون في الأمة من يكشفه.
1 - هو المعتمد على الله محمد بن العتضد با لله أبو عمر عباد (431-488ه) صاحب إشبيلية، وما والاها من جزيرة الأندلس، ملسك طليطلة، فهدده الفونس ملك الاسبان، فاستتحد بيوسف بن تاشفين، وقد التقا الجيشان في معركة الزلاقة سنة 479ه وانتصر المسلمون. وفيات الأعيان/5: 21.
2 - يوسف بن تاشفين اللمتوني (0./500ه)، أمير المسلمين وملك الملثمين، وهو الذي احتط مديثة مراكش، ولاه ابن عمه أبو بكر اللمتوني الإمارة في المغرب، فاستولى على فاس، ومد مسيطرته على انحاء المغرب، وعدوة الأندلس. وفيات الأعيان/112:7.
ورد ني ح: بجدود.
4- حواز تعلم السحر دون مارسته وتعاطيه في رأي اليوسي، ينسجم مع ملهيه في العلوم وموقفه منها، الا وهو الدعوة الصريحة إلى تعلم كل العلوم من غير استثاء لعظيم فائدتها كعلم المنطق مثلا.
Page 160